للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي إيران ثورة على القراصنة الإنجليز. لقد هال الإيرانيين ما تربحه شركة البترول الإنجليزية من أموال طائلة فقد بلغت أرباح الشركة عام ١٩٥٠ ما يزيد على مائة مليون من الجنيهات، ومن ثم قررت إيران تأميم البترول في بلادها، وطردت الإنجليز من ديارها. وطأطأت إنجلترا رأسها وانسحب أبناؤها الشجعان تحت جنح الظلام من إيران. لماذا؟ لأن إنجلترا خافت أن تصبح إيران (كوريا) أخرى تأكل الإنجليز الشجعان. والسر في ذلك أن روسيا جارة لإيران، وأن إيران تستطيع في سهولة ويسر استيراد الأسلحة من روسيا، ومن هنا جبنت إنجلترا (الشجاعة) في إيران واستأسدت في مصر. لكن أبناء النيل سيذيقون أبناء التايمز أشد ألوان العذاب والهوان.

وفي الأسبوع الماضي أمرت إيران إنجلترا بإغلاق قنصليتها في ديارها. ومرة أخرى طأطأت إنجلترا رأسها ورفعت إيران هامتها. وهكذا تقلص النفوذ البريطاني من إيران وذهب إلى غير رجعة.

الضمير الأمريكي

في ١٩ يناير الماضي انتابت إنجلترا وجنودها نوبة من الجنون، فأخذ الجنود الإنجليز يصلون مدينة الإسماعيلية نارا حامية وكانوا يطلقون نيرانهم على غير هدى وفي وحشية منقطعة النظير. وقد أصابت إحدى رصاصاتهم قلب راهبة أمريكية فخرت صريعة. وبرغم هذه الحقيقة راحت إنجلترا أكذب أهل الأرض جميعا تذيع أن الراهبة قتلت برصاص أطلقه الفدائيون المصريون، وكانت ترمي بهذا إلى كسب عطف الرأي العام الأمريكي وإثارته ضد مصر. وإنجلترا كما عرفناها دائما لا تتعفف في الوصول إلى غايتها عن استخدام أحط الطرق وأدنى الوسائل من كذب ونفاق وغدر وخيانة.

وقد ثارت أمريكا وكلف السفير الأمريكي في القاهرة ببحث الحقيقة، وقد قام القنصل الأمريكي ببور سعيد بعمل التحقيق وأعلن السفير أن التحقيق لم يثبت إدانة المصريين.

إلى هنا انتهت مسألة الراهبة، ولكني أحب أن أتساءل:

لقد ثار الأمريكان لمقتل راهبة واحدة فلم لا يثورون ضد إنجلترا وهي تقتل وتشرد كل يوم آلاف الأبرياء من المصريين لا لذنب جنوه ولكن لأنهم آمنوا بوطنهم وطالبوا إنجلترا بالخروج منه؟ أين الضمير الأمريكي؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>