ولكنا قد عرفنا الأمريكان وغيرهم من أهل الغرب. ألم يشردوا مليونا من العرب وطردوهم خارج ديارهم! واليوم تشرد إنجلترا سكان منطقة القنال! ولكن مهلا! إن نصر الله قريب.
وتونس
في ١٨٣٠ احتلت فرنسا الجزائر، وفي ١٨٨١ ادعت فرنسا أن القبائل التونسية تهدد سلام الحدود الجزائرية، ثم أرسلت قواتها فاحتلت تونس بعد نضال مرير، وأرغمت (الباي) على توقيع معاهدة تعهد فيها أن تسير حكومته وفقا لرغبات فرنسا، وكان معنى هذا انتقال إدارة تونس إلى يد الفرنسيين.
وقد قام التونسيون منذ قليل يعلنون أنهم قد بلغوا سن الرشد وأن من حقهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم. ولكن فرنسا لم تقبل هذا وانطلق أبناؤها يقتلون إخواننا الأبرياء من التونسيين، وفي كل يوم يسقط منهم جرحى وشهداء.
وهكذا يتآمر أهل الغرب ضد الشرق وحرياته وتقف دوله وخاصة إنجلترا وفرنسا في وجه الأماني المشروعة لأهل الشرق، وترتكب الدولتان في سبيل إبقاء سيادتهما أشنع الإثم وأفظع الجرم، ولكن الحركات القومية في الشرق لن يخمد أوارها حتى يعود للشرق مجده وكرامته وحريته واستقلاله.
يا بغاة الغرب
أكثروا من ظلمكم وبغيكم فإن فيهما مصرعكم، واعلموا أنكم كلما أمعنتم في الطغيان سفك الدماء قربنا من حرياتنا وأهدافنا.