سمي. وكان لهم أخ من أمهم يقال له عدي بن حنظلة من طىء. وقد كان لهؤلاء الاخوة منزلة عند الأكاسرة، وكان لهم معهم أكل وناحية، يقطعونهم القطائع، ويجزلون صلاتهم، ويقربونهم ويعطفون عليهم.
فكأن الأكاسرة قد رعتهم جميعا: رعت حمادا وابنه زيدا وحفيده عديا واخوته، ورعت المنذر والنعمان. وكأن الأكاسرة كانوا يستعينون بهم جميعا في وظائف شتى، وقد قدم هؤلاء من ناحيتهم ما استطاعوا أن يقدموه لمن رعوهم وأحسنوا إليهم؛ فلقد كان ملك الحيرة في بيت النعمان، ومعروف أن ملك الحيرة كان في معناه إخضاعا لطائفة من العرب لحكم الفرس. وأما حماد فكان كاتب النعمان الأكبر وكان زيد كاتبا لكسرى زمانا، وملكا على الحيرة زمانا، ومعينا للمنذر زمانا. وكان عدي كاتبا لكسرى وسفيرا له لدى قيصر، ومؤدبا ومربيا للنعمان الأصغر.