للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المأثورة فلن يفوته مجال الشعر والأدب فكان خطيب المحافل وشاعر المجامع، وقد خاض غمار الثورة في فجر النهضة الوطنية وقذف نفسه في أتونها المستعر وعانى الأهوال في السجون والمعاقل.

واتجه صوب الجامعة المصرية القديمة فوجد فيها أفقا أرحب ومرودا أعذب , فجال فيها ونهل. وبعزيمة الفلاح وقدرته على التقشف رحل إلى طلب العلم في باريس، فقد كان يعيش هناك على النذر اليسير الذي يظفر به أجرا لمقالاته في بعض الصحف المصرية. ثم عاد إلى مصر بعد أن حصل على درجة (الدكتوراه) فتلقفته الجامعة وضمته إلى أحضانها، فاشتغل بالتدريس فيها ردحا من الزمن. على أنه كان متشعب الجهود يعمل في كثير من النواحي ويتنقل بين التدريس والصحافة والتأليف أو يجمع بينهما جميعا.

كان زكي مبارك واضح الشخصية متميز السمات في حياتنا الأدبية، كان فياضا في ثقافته وفي كتابته، حرا في إبداء رأيه، عنيفا في معاركه، وكان لا ينتظر حتى يثني عليه غيره، فيتطوع هو بالثناء على نفسه، ولعله كان يذهب هذا المذهب لاعتقاده الجحود في الناس فيعوض بنفسه ما ينقصه منهم. وكان يلطف عنفه ويسوغ استعلاءه روح خفيف ودعابة مستملحة.

كان زكي مبارك - من غير شك - علما من أعلام الأدب في عصرنا هذا، وقد أكسب الحياة الأدبية أضعاف ما كسب هو إن كان قد كسب شيئا. . وقد قضى بعد أن ترك للأدب ثروة كبيرة من مؤلفاته ومن آثاره في عقول تلاميذه وقرائه. وقد كان كثير الترديد لكلمة (الخلود) فيما يكتب، فإن كان فاته ما أدركه سواه من عرض الدنيا فقد نال ما تغنى به حياته من الخلود.

لغة المجتمع

ألقى الأستاذ محمود تيمور بك محاضرة موضوعها (لغة المجتمع) في الدورة الحالية لمؤتمر مجمع فؤاد الأول للغة العربية، تحدث فيها عن النزاع بين طوائف من اللغويين وجماعات من الكتاب والباحثين حول الألفاظ والعبارات من حيث وقوف الأولين بالقياس عند الحدود التي رسمها أئمة اللغة في العصور الأولى وبالسماع عند العهد الذي اختلط فيه العرب الخلص بغيرهم من الأمم، واتجاه الآخرين إلى الخروج عن هذا الجمود الذي يسلم اللغة

<<  <  ج:
ص:  >  >>