وهو المعرض الجميل لنقاء الألفاظ وجودة الأسلوب. والكاتب إذا عرضت المسميات التي لا يجد لها فصيحا شائعا من الأسماء استشعر الحرج والضيق وتعذر على قلمه أن يجري الكلمات العامية أو الدخيلة في تضاعيف بيانه. وبعد أن أشار إلى الصعوبات التي يلاقيها الكاتب من جراء غلبة الألفاظ الأجنبية والعامية على الشؤون العامة وحيرته بين هذه الألفاظ وبين ما تيسر له من الكلمات العربية المهجورة - وقال: لكن الكاتب على أية حال مضطر أن يصف ما في البيت وما في السوق وأن يتناول ما يدور من أسباب العيش، فهو يبذل جهده ويعالج أمره، حينا يصطنع الكلمة الفصيحة على حذر، وآنا يقبل من الكلمات العامية ما ليس منه بد، وساعة يتخذ له اصطلاحا يرشحه للاستعمال.
ثم عرض لما صنعه المجمع في ذلك من أوضاع وما وضعه من أسماء عربية لمسميات في الشؤون العامة وما قوبلت به من سخرية الأقوام والأقلام قائلا بأن مهمة المجمع تقتضيه أن يمضي في طريقه، والحكم الأول والأخير في ذلك هو الجمهور المثقف فما يرتضيه يكتب له الشيوع والبقاء وما لا يستسيغه يسحب عليه ذيل العفاء.