والشاعرية والأسلوب، وأخذ يجد الغذاء الدسم الذي يوجهه إلى عشاق الأدب في صحيفة الأفكار، فتطلعت الأنظار إلى الأديب الناشئ وعرفت فيه بوادر الألمعية والإبداع.
وحين اشتعلت الثورة المصرية الأولى سنة ١٩١٩ جرفت في
تيارها زكيا مباركا، فساهم بقلمه في إذكاء العاطفة الوطنية،
وخطب مع الأستاذ القاياتي في أول احتفال وطني بعيد الجهاد،
ومضى إلى الأزهر الشريف، فجعل من منبره مذياعا قويا
ينشر على الملأ حماسته واندفاعه، وكان الأستاذ أبو العيون
ينتدبه للخطابة بالفرنسية حين يحضر إلى الأزهر بعض
الأجانب من الفرنسيين، وقد أدى ذلك إلى غضب السلطة
الإنجليزية فزجت به في غياهب الاعتقال، وقالت عنه جريدة
الأهرام بعد أن نشرت نبأ اعتقاله بتاريخ ١١١٩٢٠ (إنه شيخ
معروف بذلافة اللسان والنظم الرشيق وله في كل مجتمع كلمة
يلقيها أو قصيدة يتلوها، وأصبح في معتقله بالإسكندرية زميلا
للقاياتي ودراز وأبي العيون وغيرهم من خطباء الثورة
الأحرار).
وقد تقدم إلى نيل إجازة الدكتوراه في الآداب سنة ١٩٢٤ بعد أن نال إجازة الليسانس، فكتب رسالة عن أخلاق الغزالي وكان الشاب الجامعي معتزا بمواهبه فهاجم حجة الإسلام مهاجمة قاسية، وتكشفت أثناء المناقشة جوانب خطيرة أثارت كثيرا من الحاضرين عليه، فتقدم الأستاذ اللبان لمناقشته، واحتدم الحوار احتداما أثار الضجة واللجاج، وأعلن رئيس