خمسين سنة، وتوفيت سنة ٢١٠ وقيل ٢٠٩ هجرية، وصلى عليها المأمون ابن أخيها، وقيل كان سبب وفاتها، أن المأمون ضمها إليه وجعل يقبل رأسها وكان وجهها مغطى، فشرقت من ذلك وسعلت، ثم حمت أياما يسيرة وماتت.) إن صحة هذا الخبر هدم تلك الرواية التراجيدية - الخيالية - التي ابتدعها الأقدمون - لغرض خاص - وتفنن فيها كتاب العصر الحاضر فنظموا فصولا رائعة لقلبين عاشقين وحب وارف جميل، واستخرجوا هذا الخيال الجذاب بالسياسة والتناحر للسيادة والسلطة والنفوذ، وابتدعوا لها نهاية مروعة من بكاء ودماء. .
وبعد هذا كله لو صحت تلك العلاقة (الآثمة) بين العباسة وجعفر لكان الرشيد قد أوردها حتفها - كما استنتجت كتب التاريخ القديمة - ولما تركها تعيش أمام سمعه وبصره رمزا للعار والفضيحة والنكبة.
ولكن العباسة عاشت إلى ما بعد حياته، لأنها كانت عفيفة نقية طاهرة.