تبز الجزائر هذه الدولة في إتقان الدعاية لنفسها! فإنها تحتاج من هذه الناحية لما قد لا تحتاجه تلك الدول التي تدعو لقضية استقلال بل تدعو للسياحة! وإليك البيان:
الكتاب مقسم إلى فصول تتصدرها عنواناتها بالفرنسية، وتعلو هذه العنوانات رسوم تخطيطية بارعة ترمز لمدلول محتوياتها، وهذه الفصول مرتبة ترتيبا منطقيا بحيث تتناول أولا: البلدة بمعالمها الجغرافية: شواطئها وصخورها، وسهولها ووديانها، جبالها ووهادها وكثبانها، وجناتها الزراعية وحيوانها. . .
ثم يأتي القسم الثاني في أهل البلاد وسكانها؛ وهنا تدرس بالصور كثرة سكان مدينة الجزائر البالغين ٤٥٠ ألف نسمة كما تدرس أزياؤهم شيوخاً وشباناً - أطفالا، ونساء؛ وموظفين وأجانب، أعرابا ورعاة وغير ذلك من جنود وراقصين وموسيقيين وحراس ورجال دين. . . لوحات رائعة معظمها من المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر.
أما حياة السكان فلها قسم خاص بعد ذلك. وهنا مقارنة طريفة بين الجزائر القديمة والجزائر الحديثة بعمائرها الشاهقة وشوارعها الكبيرة وأحيائها الجديدة وفيلاتها الحديثة والعربية الطراز والميناء والمحطة التجارية. . . ومدن قسطنطينة وسكيكدة وغرداية. . . فأهم منشآت المدينة الجزائرية من مساكن للعمال إلى مستشفيات ودور إسعاف ومراكز نقل الدم - إلى مدارس ومراكز للحياة الإدارية (دار الحكومة) والنيابة (المجلس الجزائري) فمساجد وكنائس وأضرحة ومقاهي. . . مظاهر تدعو للإعجاب بحضارة هذه البلاد المادية ورقيها وتقدمها.
وتقوم اقتصاديات هذه البلاد وأعمال أهلها في المقام الأول على الزراعة؛ زراعة الحبوب فالكروم والموالح والتمر (النخيل) والتين (الذي هو ثالث صادرات البلاد في الأهمية) والزيتون
. . . التي يتقدم إنتاجها بفعل الآلات الحديثة وتقوم عليها صناعات العصير والتجفيف لما يتبقى من الاستهلاك والتصدير.
وفي البلاد جهود لتحسين القروي والتدريب الزراعي واختزان الحبوب للاحتياط بواسطة هيئات وجمعيات ومصالح تعمل على مغالبة الطبيعة والانتفاع بمواردها من تربة وخزانات ومساقط (متحدرات) ومصبات وآبار لري النخيل حيث لا يوجد الماء. كما تقوم بها