مشروعات للطاقة الكهربائية وتوليدها والطاقة الذرية مما يضاعف في تقدم البلاد الصناعي - إذ توجد فعلا مصانع هائلة للخزف والسيلولوز والزجاج ومصانع النسيج اليدوية والميكانيكية وعصير البرتقال والفواكه المجففة. . . كما أن من الثروات الاقتصادية الهامة عدا صيد الأسماك الحديد والفحم والفوسفات التي يتقدم استخراجها تقدماً كبيراً. . . عدا صناعات محلية ويدوية مختلفة يحترفها الأهلون.
وميناء الجزائر أهم مرافئ التبادل التجاري الجزائري. وإلى جانبية يوجد مواني وهران وعنابة (بوك) وسكيكدة (فيلييفل) وأرزيو بأرصفتها ومراسيها واستعدادات التفريغ والشحن والتصدير والاستيراد الهائلة. أما في الداخل فتوجد شبكة من السكك الحديدية للقطارات السريعة ذات القاطرات الكهربائية التي تشق البلاد بين المدن والقرى وعبر الجسور الحديثة الفولاذية فوق الوديان؛ كما توجد مطارات أهمها الميزون بلانش والمطار الصحراوي بورقلة ?.
والبلاد غنية بآثارها الرومانية والفينيقية والإسلامية في مختلف القرى القائمة أو المهجورة، ولذا نجد متحف الإتنوجرافيا وما قبل التاريخ يعرض في روعته ومحتوياته نماذج كثيرة من هذه الفنون إلى جانب ما يعرضه المتحف الوطني للفنون الجميلة من اللوحات الحديثة لرسامين عالميين وفرنسيين ورد كثير منها في الكتاب بلونه شاهداً على عظمة الفن الجزائري لدى المواطنين والأجانب الذين يفدون إليها مصورين ورسامين ونحاتين وسينمائيين في ضيافة العبد اللطيف مثلا أو لتصوير أفلامهم في هذه الطبيعة الجميلة.
والنهضة التعليمية سائرة في طريق التقدم. فثمة مدارس قروية وبدوية بسيطة إلى جانب مدارس الأطفال والابتدائي والزراعي والصناعي والليسيه الثانوية داخلية وخارجية للبنين والبنات - كما توجد جامعة الجزائر التي تستقبل خمسة آلاف طالب موزعين على مختلف الكليات بين صالات ومعامل وحدائق ومكتبات. .
وبعد هذا لا يلزمك أن أحدثك عن الفصل الأخير من هذا المجلد القيم عن (السياحة) فإن بعض ما ذكرت كفيل بتشويقي وتشويقك لزيارة هذه البلاد.
وعليك بعد هذا الإعجاب أن تقف وتفكر غير طويل لتدرك أن الفرنسيين حكام هذه البلاد قد تفننوا في إخراج هذا المجلد ليثبتوا به أمام الأمم المتحدة وقبل أن تتقدم الجزائر بدورها