والناس شتى فيعطي المقت صادقهم ... عن الأمور ويعطي الكإذب الملق
بحار تشكو الري. وصحراء تشكو الظمأ، وماء ولا شارب. وشارب ولا ماء!
تباركت أنهار البلاد غزيرة ... بعذب وخصت بالملوحة زمزم
غنى عقيم، وفقير عائل:
سبحان من قسم الحظو ... ظ فلا عتاب ولا ملامة!
أعمى وأعشى ثم ذو ... بصر وزرقاء اليمامة!
عيش كله هذيان، أعاليل بأباطيل، والدنيا تلعب بنا لعب الكرة!
ترينا الدجى في هيئة النور خدعة ... وتطعمنا صاباً فنحسبه شهدا
كذب المؤرخون فسموا زمنا سلما وزمنا حربا، وما السلم الا حرب صامتة شر من الحرب الناطقة! كل شيءفي العالم مفترس، أسد يفترس ذئبا، وذئب يفترس حملا. إنسان يفترس كل شيء حتى نفسه!
قوم سوء فالشبل منهم يخول الليث ... والليث راح أكل شبله!
كان العالم عالم سوء فتوج الإنسان شروره
كلما أنبت الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سنانا
عالم كله أحاجي وألغاز، وعقل قاصر عنيد، منذ خلقه الله يحاول أن يفهم، يحوم حول العالم يريد أن يعرف الغرض منه فلا هو يصل ولا هو يعدل
نفارق العيش لم نظفر بمعرفة ... أي المعاني بأهل الأرض مقصود؟
الله صورني ولست بعالم ... لم ذاك، سبحان القدير الواحد!
حياة حار فيها الحكيم وضل فيها الفيلسوف، مبادئ تتضارب، وصور تتنازع، وكلام مزخرف. ظاهره جميل وباطنه مزيف كلما ظنوا أن حلوا مشكلة نجمت مشاكل - وقديما قضى الفلاسفة حياتهم في الجوهر والعرض والكمية والكيفية وأيس وليس، ثم عادوا آخر المطاف يعترفون بالفشلويقرون بالعجز ويقولون مع القائل:
نهاية إقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا إذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا