لحقوق شعراء طالما رددوا صوتهم عاليا بحب مصر والمصريين.
لقد حان إذا أن تحقق المعارف رغبة كريمة، طالما جاشت في صدور الكثير من المصريين والسودانيين، فتولي الدراسات السودانية بالمدارس المصرية العناية اللائقة بها؛ حتى يعرف الطالب المصري عن جنوب الوادي ما يدركه عن شماله، وعندئذ فقط تتأكد الروابط، وتشتد الصلات، ونبلغ الغاية التي نصبو إليها من التئام الشعب، وتوثيق العرى.
من الخير أن ننظر الآن في مناهج الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية نظرة جديدة، قوامها العناية بما في الجنوب من تراث وثقافة ونظم وشؤون. ومن الخير كذلك أن تنتظم النصوص إليها طرفا من الشعر التيجاني يوسف بشير، والعباسي، واحمد صالح، وعبد اله عبد الرحمن وغيرهم؛ فقد جاهد الكثير منهم بإنتاجهم القيم في سبيل الإنسانية والعروبة الوطنية، واصبح من حقهم علينا أن نعتني بأشعارهم اعترافا منا بهذا الجميل.
ثانيا:
مما لا شك فيه أن الصحف مرآة تنعكس عليها صور الحياة الحاضرة، فهي التي تحمل للقراء الآراء والاتجاهات، وتوضح ما يجري في البلاد من أحداث. ومن المؤسف حقا أن القراء في الشمال قد تجاهلوا الصحف التي تصدر في الجنوب، فخفي عليهم بعض أحواله الراهنة، وكان من الطبيعي أن يجهل الشبان المتعلمون بعض أخبار الجنوب وأحداثه. أقول ذلك وأنا اعلم أن صحف السودان لم تكتمل بعد نهضتها، ولا تزال تجاهد في سبيل الرقي المنشود، ولكنها على أي حال تلقي الكثير من الأضواء على الحياة السودانية الحاضرة. ومن الواجب - إذا أردنا أن نبصر التلاميذ بما يجري في الجنوب - أن تشترك كل مدرسة ثانوية في صحيفتين على الأقل من صحف السودان؛ إحداهما معتدلة، والأخرى من الجرائد الاتحادية؛ ليطلع عليهما الطلبة، أو تقوم الجماعة الأدبية في المدرسة بتخليص الأخبار المهمة، وتسجيلها في مجلة حائط؛ لتكون قراءتها في متناول الجميع.
ثالثا:
لا يجهل السودانيون أن طائفة من علماء مصر وأدبائها، قد عنوا بشؤون السودان؛ فألفوا في بعض نواحيها كتب قيمة، ولا يجهلون كذلك أن بعض السودانيين قد طرقوا هذا الباب،