للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فاصدروا بعض الكتب في السياسة، واللغة السودانية العامية، والتاريخ والأدب. ومن الواجب في وقتنا الحاضر أن تتولى إحدى اللجان دراسة الكتب جميعا؛ لتزود بالمصالح منها مكتبات المدارس، وستجد - ولا شك - من كتب إخواننا السودانيين طائفة تصلح للاطلاع الحر في المدارس الثانوية، ستجد كفاح جيل، وديوان إشرافه، وديوان العباسي، والعربية في السودان، وتاريخ مكي شبيكة، وشعراء السودان، والطريق إلى البرلمان، وغيرها من الكتب.

رابعا:

لست أريد الانتهاء من هذه الكلمة الموجزة قبل الإشارة إلى ناحية مهمة تتصل بالروابط الثقافية بين الشمال والجنوب؛ فقد درجت المعارف في العهد الأخير على إيفاد طائفة صالحة من العلماء والأدباء يلقون المحاضرات في جنوب الوادي، وهي سنة محمودة، وخطة حكيمة تستحق التقدير؛ فقد شهد الناس هناك ألوانا ممتازة من معالجة الموضوعات على اختلاف أنواعها فقابلوها بالشكران والتقدير، وتأكدت بينهم وبين إخوانهم المحاضرين الصلات الثقافية والروحية.

حدث هذا فعلا في الخرطوم وأم درمان، فأفاد منه أهل هاتين المدينتين، ولكن سكان المدن الأخرى لم يسمعوا إلا تلخيصا لعدد ظئيل من المحاضرات في الإذاعة، فكان إسماعهم لهذا التلخيص جانبان: جانب أسف؛ لأنهم لم يجدوا من العناية ما وجده سكان المدينتين الكبيرتين، ففاتهم الكثير من الفوائد. وجانب استبشار؛ لأنهم أدركوا في هذا التلخيص من الفوائد ما لم يدركوه من قبل، وودوا جميعا لو طوف هؤلاء المحاضرون في المدن الكبيرة الأخرى كمدنى وكسلا والأبيض وعطيرة، يحملون إلى الناس هذه الثقافة العالية الممتازة. ودوا ذلك ويودون مستقبلا أن تتحقق رغبتهم؛ لتعم الفائدة ويصيب منها القريب والبعيد.

وبعد فهذا رأي أدلي به، موقنا أن الحاجة ماسة إليه في وقتا آمنا فيه وآمن الناس أن الشعب الذي يعيش على ضفاف النيل من منبعه إلى مصبه شعب واحد يجب أن يلتقي تحت تاجه، ويتحد في سياسته وثقافته، وارجوا أن تبذل المعارف جهدها لتسهم - كما أسهمت من قبل - في تحقيق ما تبقى لها نحو غايتها الكريمة.

أحمد أبو بكر إبراهيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>