يفهم من مادة الكلمة دون نظر إلى ما دار حولها من اختلاف لدى الأصوليين، إذ هم يذكرون عدو تعاريف تتقارب وتتباعد دون أن تلتقي في ناحية واحدة، ولو تمسك كل إنسان بتعريف معين لتضارب القول، واتسعت شقة الخلاف! على أن الصحبة بمدلولها اللغوي تدل على الملازمة، فصاحبك هو الذي يطيل المكث معك أكثر من سواه، وصحابة الرسول بالمعنى الشرعي واللغوي معا هم أكثر الناس ملازمة له، وليس منهم معاوية وأبوه وأمه ونجله على أي حال، ولن أطيل هذا القول فيما ذكر المحدثون في قول الرسول خير الناس قرني ثم الذين يلونهم - وقد سبق في صدر هذا المقال - إذ أن مفسري الحديث قد أجمعوا على أن العبرة بالمجموع لا بالجميع، فقد يوجد في القرن عشرين من هم أفضل بكثير من بعض من عاصروا الرسول العظيم وإذن فليس للأستاذ شاكر أن يتمسك - بهذا وأمثاله - كدليل يستند إليه في دعواه وهو من البداهة بمكان لا يحتمل الترديد والإسهاب.
إن من القسوة العنيفة أن يقول قائل عن الأستاذ سيد قطب أنه قد بعد في كتابه عن منهج الإسلام، وهو الداعية البصير الذي تشرب روح الإسلام، وفهم دقائق التشريع، ورسم خطوطا واضحة يترسمها الشاب المتوثب للنهوض والعزة في ضلال الدين الحنيف، وكان بجهاده الميمون رائد جيل، ومنقذ نفوس، وداعية إصلاح.
أعلمت أشرف أو أجل من الذي ... يبني وينشئ أنفسا وعقولا