ومنذ أسابيع أخذ معالي الدكتور طه حسين باسا في العمل وإعداد ما ينبغي لتنظيم المؤتمر الثالث، ثم استقالت الوزارة السالفة وجاءت الوزارة الحالية التي ولي فيها وزارة المعارف معالي الأستاذ محمد عبد الخالق حسونة باشا، فكتب إلى معالي الدكتور طه حسين باشا ليمضي في الإعداد للمؤتمر.
وأستأنف العميد العمل في هذا السبيل، فدعا اللجنة التي ألفت للإعداد للمؤتمر إلى الاجتماع، فاجتمعت يوم السبت بدار مجمع فؤاد الأول للغة العربية برآسة معاليه، وحضرها مندوبو مصر وباقي الدول العربية، وهم الأستاذ محمد سعيد العريان والدكتور سلمان حزين بك (عن مصر) والدكتور بديع شريف (عن العراق) والدكتور مدحت جمعة بك (عن المملكة الأردنية) والأستاذ مدحت فتفت (عن لبنان) والدكتور زكي المحاسني (عن سوريا) والسيد علي الآنسي (عن اليمن)، ولم يحضر مندوب المملكة العربية السعودية، ومثل الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية الأستاذان سعيد فهيم وعلي عبدة.
ونظرت اللجنة في الزمان والمكان الذي يجتمع فيهما المؤتمر، وتناول البحث الوقت الصالح لمجيء الوفود إلى مصر من حيث ملاءمة الجو، فتقرر أن ينعقد المؤتمر بدار الجمعية الجغرافية في القاهرة في الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر سنة١٩٥٢، وهو وقت ملائم من عدة وجوه، منها أنه أوان العمل والنشاط في المعاهد والهيئات الثقافية وغيرها، ويستطيع الضيوف أن يطلعوا على مختلف النواحي وتنظم لهم الرحلات إلى هنا وهناك فيطالعوا أوجه النشاط المختلفة في أحسن أحوالها.
ونظرت اللجنة بعد ذلك في الموضوعات التي قرر المؤتمر الثاني أن تكون موضع دراسة المؤتمر الثالث، وهي - بعد أن نظمتها وصفتها اللجنة الثقافية التي عقدت في الصيف الماضي بالإسكندرية: -
١ - طبع التعليم في مختلف البلاد العربية بالطابع القومي الذي يقوم على خصائص الثقافة العربية وخير ما في الثقافات الغربية. وقد تقرر تكوين لجنة من الأستاذة سعيد العريان وبديع شريف ومدحت فتفت والملحق الثقافي بمفوضية المملكة الأردنية - لبحث مناهج التعليم والكتب الدراسية المقررة في الدول الأعضاء لمواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا