تهرمون وتضعفونوتهن عظامكم وتموتون، فإذا جاء يوم القيامة عدتم إلى حياة أخرى، أعادكم الرحمن الذي وهبكم الحياة الأولى. (. . . فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى. ثم تخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا)، (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون) أليست كل هذه وغيرها آيات ناصعات دالة على قدرة الله وعلى أن هذا الكتاب من عند إله قوي قدير مدبر للكون، يعلم السر والظاهر ويدبر شؤون المخلوقات؟ إنه لا ينكر هذا إلا جاهل متعصب.
الجنة والنار في القرآن:
الجنة والنار من الموضوعات التي كثر ذكرها في القرآن وهما رمز لحقيقة أبدية، لم تصادف من حسن الذكر والعناية بالشأن كما صادفت في القرآن. لقد ذكر القرآن الجنة وملاذها ونعيمها، ومن هم الذين سيدخلونها (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا)، (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا. أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا)، (إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم. كلوا وأشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين. . . وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون. يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم. ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون)، (في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين)، (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمرة لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم).
وذكر النار وشدة بأسها وعذابها تنكيلا بأهلها، ثم ذكر من هم الذين سيدخلونها. جهنم