للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المتغطية التي لا تشبع أبدا التي وقودها الناس والحجارة. (إذا القوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ)، (إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا)، (إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى)، (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد).

وأما أصحابها فهم الأخسرون أعمالا) الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا).

وأنت ترى في أماكن كثيرة مقارنة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار وما يلقاه كل منها جزاء ما عمل (هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع). (وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية. لا تسمع فيها لاغية. فيها عين جارية. فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة)، (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم. خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم، ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم. إن هذا ما كنت به تمترون)، (إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم).

ثم يصور قيام الساعة ويوم الحشر إذ يجتمع الناس ليأخذ كل منهم كتابه الذي أحصيت فيه أعماله (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول - فرحا مغتبطا بما نال من حسن الجزاء على ما قدمت يداه في الدنيا - هاؤم أقرءوا كتابيه)، (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول - حزينا مهموما قد فقد أمله في النجاة وعلم أنه حقت عليه كلمة العذاب - يا ليتني لم أوت كتابيه).

هذا اليوم الذي فيه تذهل الأم عن رضيعها والأب عن ابنه والزوج عن زوجته، بل يتمنى الإنسان الذي أخذ كتابه بشماله أن يفتدي نفسه بأمه وأبيه وصاحبته وأخيه وكل من له صلة به (يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، (يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن. ولا يسأل حميم حميما. يبصرونهم يوم المجرد لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته

<<  <  ج:
ص:  >  >>