بمعنى الجميع سائغ ذائع، والغزالي استعمل السائر بمعنى
الجميع في مواضع كثيرة ولم ينفرد بها الجوهري بل وافقه
عليه الإمام أبو منصور الجواليقي في أول كتاب شرح أدب
الكتاب والشارح المحقق قدس سره تبعهما واستعمل السائر
بمعنى الجميع ههنا ومعنى قوله عن سائر ما عداه عن جميع
ما عداه).
هذا ولا أريد الآن أن أستقصي أكثر من ذلك.
أحمد الظاهر
خطآن لا يغتفران
وقعت الأهرام في خطأين اثنين لا يحسن السكوت عليهما وإن كان بعض كبار الكتاب ينساق انسياقا إليهما:
فأما الخطأ الأول فقد وقع في عنوان مقالها المنشور في ١٢ - ٢ - ١٩٥٢ وهو (معنى الكبرياء القومي) أي بتذكير كلمة (الكبرياء) مع أنها مؤنثة. وبما أنه لم يشر إلى تصحيح هذا الخطأ أحد من حضرات من نصبوا أنفسهم لهذا الغرض النبيل فإني أستاذهم في التنبيه إليه مشيرا إلى قول التنزيل الحكيم (وتكون لكما الكبرياء في الأرض) فقد أنث الكبرياء حتى مع وجود فاصل.
وأما الخطأ الآخر الذي كان حافزا لي على تصحيح الخطأ الأول فقد وقع في مقال الأهرام المنشور في يوم ٢٣ - ٢ - ١٩٥٢ إذ وردت بهذه العبارة (إن حكومة المحافظين لا تكاد تنقل قدما إلا وتؤخر قدما). وهذا التعبير خاطئ لا يفيد معنى التردد الذي تعنيه الأهرام بل هو يفيد العكس تماما فتقديم قدم وتأخير القدم الأخرى يفيد لإقدام لا التردد. . . لأن السير الطبيعي يقتضي حتما تقديم رجل وتأخير الرجل الأخرى، فكيف يستعار هذا السير