عادلا نزيها - أما الوجه الثاني من العلاج فهو الذي تعتمد عليه الأمم في تكوينها لأبنائها وناشئتها، وهو علاوة على ما يتطلبه من خطة حازمة وطيدة يتطلب كذلك أن يؤمن به الجميع وأن يتعاون عليه الجميع خصوصاً بعد أن رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا ما حل بنا. . وأن تتذرع به الحكومة وجميع الأحزاب والجماعات في الإصلاح، وأن يراعي فيه وجه الله والوطن والمصلحة الآجلة قبل المصلحة العاجلة. ذلك هو تربية الناشئة تربية يجعلها تؤمن بالله وتخافه وتراقبه في كل عمل من الأعمال، فيحاسب كل نفسه دائماً واضعا نصب عينيه إرضاء وجه الحق والعدل والقانون دون أن يكون عليه رقيب غير الضمير الحي. هذه الخطة تحتاج إلى اقتناع وإيمان وإلى فترة طويلة من الزمن وإلى انتحاء القادة والزعماء ناحية جديدة مستمدة من علوم الأخلاق؛ بل من وحي السماء بل من رب السموات والأرض الذي يعلم ما يصلح المجتمع وما يفسده (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) هذه الخطة التي تربى القلوب تربية تؤمن بربها وتخشاه كفيلة بأن تكون من ناشئتنا الأخلاق الفاضلة التي تسمو بنا عن كل الصغائر، وتدفع بنا سريعاً نحو السمو ونحو المجد ونحو العزة؛ وهي لا شك ترضي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا - ألا هل بلغت اللهم فاشهد.