للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إطناب المنابر وإسهاب الخطباء.

لقد سطر الكاتب خمسين سطراً من مقالة تبدأ من قوله (دعني أيها السيد أعيد عليك، إلى قوله من قلبي بلا مسوح وعظ وإرشاد)! سطر هذه السطور ليقول (إن أخبار معاوية وعلي جاءت عن طريق الرواية فحسب، ولكلا الرجلين شيعته التي تنسج الحوادث وتلفق الأخبار) وقد كنت أقرأ سطوره الطويلة وأنا أسأل نفسي أذلك نقاش أم مجرد كلام؟ ولو كانت النتيجة التي وصل إليها الكاتب صحيحة لعذرناهوسكتنا عنه، ولكنها باطلة كل البطلان، ولو جاز لإنسان أن يأخذ بها في شيء لمزقنا جميع صحف التاريخ الإسلامي من أول عام في حياته إلى مائة عام أنت عليه، فلا نتكلم عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاوية ويزيد والحسين وعمر بن عبد العزيز!! حتى يعرف الأستاذ شاكر، اسم الراوي وأباه وأمه، ولحسن الحظ أن كتاب التاريخ ورواته لم يستمعوا لهذه الضجة، وقدموا إلينا مدداً وفيراً من الأحداث التاريخية!! ولم تسجل حوادث معاوية وإضرابه عند مؤرخ واحد حتى يتهمه الأستاذ بالافتراء والهوى، ولكنها أنباء متواترة، رواها جميع المؤرخين دون استثناء، ولو أن شيعة على وحدهم الذين اختلقوا مثالب معاوية، لسكت عنها بعض المؤرخين؛ ولكن هيهات هيهات!.

فهل وجد من المؤرخين من أنكر أن معاوية قد أحال الخلافة إلى ملك عضوض مخالفاً بذلك تعاليم الإسلام؟ وهل وجد من المؤرخين من أنكر أن يزيد بن معاوية قد فرضه أبوه مدفوعاً إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام؟ وهل وجد من المؤرخين من أنكر أن معاوية قد جعل جزءاً من بيت المال للرشوة وشراء الضمائر في بيعة يزيد).

لم يوجد من أنكر ذلك من المؤرخين، ولكن الأستاذ شاكر ينكره ويدعي أن المؤمنين قبله قد أنكروه، وهو بحمد الله لم يكن مؤرخا، ولا نعلم أنه خط كتابا في التاريخ، فلم ينسب نفسه إلى قوم ليس منهم؟.

ويدعى الأستاذ أنه لم يفهم شيئاً مما كتبته في تحديد معنى الصحابي، فإذا وجدني أستدل بحديث الرسول عن عبد الله بن أبي لجأ إلى مخرج ينقذه مما واجهته به فذكر أن الرسول قال معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، خشية أن تدور على ألسنة المشركين الذين لا يميزون مؤمنا عن منافق، وكلهم عندهم من أصحاب محمد صلى الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>