للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه وسلم!! وأنا أقول للأستاذ إن المشركين كانوا يميزون المؤمن عن المنافق، ويعرفون نفاق ابن أبي كما يعرفه المؤمنون سواء بسواء، بل إنه تعاهد معهم على التنكيل بالدعوة المحمدية ولمسوا من نفاقه ما شجعهم على التعاون معه، وكان إذا خلا إليهم يقول (إنا معكم إنما نحن مستهزئون) فليس هناك مشركون لا يميزون مؤمنا عن النفاق، وعلى الأستاذ أن يبحث له عن مخرج آخر، لو يستطيع!!.

وإذا كان الأستاذ بصمني بالجهل وسوء الفهم وقلة المعرفة، ثم ينقل فقرات طويلة من مقالة ليبين لقراء الرسالة حقيقة ما قال، ومن هذه الفقرات قوله (فإذا أخطأ أحدهم فليس يحل لهم ولا لأحد من بعدهم أن يجعل الخطأ ذريعة إلى سبهم والطعن عليهم) إذا كان الأستاذ ينقل ذلك، فلم لميجب عما وجهته إليه بشأن هذه الفقرة، فقد قلت إن الصحابة قد طعن بعضهم واستباحوا ما حرمه عليهم، أفيكونون بذلك قد خرجوا عن منهج الإسلام، أم أن الأستاذ شاكر يرسل كلامه في الهواء فإذا ناقشه كاتب متواضع مثلي لجأ إلى الشتائم والسباب!!.

ولقد دعوت الأستاذ إلى النقد الموضوعي فقال في الرد فقال في الرد على ذلك (إن النقد الموضوعي ينبغي أن يسبقه التحقق من صحة هذه الحوادث تحققا ينفي كل ظنه) وأنا أقول له ما دمت تنكر هذه الأحداث المتواترة لدى المؤرخين، فلن تقدم للقارئ ما يقنعه ويشفيه، وأنا أعلم أن الطعن في رواية الآثار الفردية سائغ ومقبول، أما الوقوف في وجه التاريخ وتفنيد ما أجمع عليه المؤرخين بلا دليل، فلم يجد من يصغي إليه في كثير أو قليل.

ولقد نصحني الأستاذ شاكر أن أضع عن يدي عبء القلم، فإنه ثقيل ثقيل، وذكر أن الحياء يمنعه أن يترك كلامي بلا مجيب!! وأنا أعجب للحياء الذي يمنع صاحبه من الصمت المريح، ثم يدفعه إلى السب المقذع والطعن الجارح في كاتب كبير كالأستاذ سيد قطب!! فضلا عما وجهه إلي من قذائف ظالمة، ثم ما الفرق بيني وبينه حتى يطلب إلى أن أكف عن الكتابة، وما هي مؤلفاته التي تبيح له أن يتقدم إلي بمثل هذا الأمر، لأحفظ له حقه في الإرشاد والتوجيه؟! أخشى أن يكون استياؤه المفزع من نشاط الأستاذ قطب وإنتاجه قد دفعه إلى الهجوم علي بألفاظه الحداد!! وإني لأستغفر الله له رغم ما أصابني من كلوم!!.

(أبو تيج)

محمد رجب بيومي

<<  <  ج:
ص:  >  >>