ثم قال سعادته: على أن مسئولية فصل أولئك المدرسين لا تقع على وزير المعارف، أو على مجلس الوزراء المصري، ولكنها تقع على العسكريين البريطانيين في منطقة القنال، الذين سلكوا سلوكاً لا يمكن قبوله في القرن العشرين.
وأوضح في المقال ما صنعه معهم إذ أراد أن يحميهم من الهجوم الذي قد يتعرضون له في المدارس وفي الجامعات، فطلب إليهم أن يبقوا في منازلهم ليدفع عنهم غضب أبناء الشعب من طلبة المدارس والجامعات.
وقال سعادة العميد: وإذا ما رغب هؤلاء الأساتذة في الشكوى فإني أنصح لهم، عندما يعودون إلى إنجلترا، أن يرسلوا احتجاجات إلى مستر تشرشل مثلا أو إلى أي شخص آخر مسئول عما حدث، لا لهم فحسب، ولكن وقبل كل شيء عما حدث للشعب المصري كله منذ أكتوبر سنة ١٩٥١ ما دام إحساسهم بالعدالة عظيما إلى هذا الحد!.
وقد قرر مجلس الدولة أنه ليس لهؤلاء المدرسين حتى في الحصول على أي تعويض، ولكن الحكومة قررت - بناء على طلب وزارة المعارف - منحهم مراتب ثلاثة شهور ونفقات سفرهم.
فأية عدالة يطلب بعد ذلك؟ وأيهما يعد أكرم: موقف الوزير منهم، أو موقفهم منه وهم يتطاولون ويتقولون عليه بعد خروجه من الوزارة. .؟
حقيقة المسألة - على ما هو طبيعي - أن الدكتور طه حسين باشا كان مصريا فغضب الإنجليزية.
فساد الإذاعة:
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اضرب لي مثلا للخادم يحتاج إلى أن ينبه في كل أمر ولا يستخلص مما يؤمر به خطة يلزمها ونهجاً يسير عليه. قال بيدبا: مثل ذلك - أيها الملك السعيد - الإذاعة المصرية، شكا الناس منذ سنوات من أغنية (حمودة ياني) إذ استنكرها ذوو الحياء والغيرة وألحوا في استنكارها، فلم يسع الإذاعة إلا منعها. وشكوا من أمثال لها وحملوا عليها فرضخت وامتنعت عن المنكر. وكان حريا بها أن تدرك أن المسألة مسألة خطة يحب أن تكون مرسومة، وأن ما استنكر ليس إلا مثلا يجب القياس عليه. . ولكن