ظهر أنها تحتاج في كل مرة إلى استنكار جديد من مخدومها الشعب. . فقد لاحظ هذا السيد (الشعب) أن خادمة (الإذاعة) تذيع في هذه الآونة التي تتطلب العمل المجد مثل أغنية (الدنيا سيجارة وكأس) وأن هذا لا يتفق مع التبعات الجسام التي يعد لها جيل الشباب، فهناك أشياء أهم من السيجارة والكأس. . ومثل الأغنية التي يقول فيها المغني (تعالى بين أحضاني) - لاحظ السيد ذلك من خادمة العجيب الذي كان أن يدرك من تلقاء نفسه أن ذلك لا يليق، فغضب عليه و (شخط فيه) فاضطر إلى أن يقول (حاضر يا سيدي!)
قال دبشليم الملك: حسن ما جئت به من مثل! ولكن كيف تستعمل الدولة المصرية هذا الخادم الساذج في عصر التقدم الذي يوجد به خدم مدربون أذكياء؟
قال الفيلسوف: أيها الملك السعيد، ليست المسألة بهذه المثابة، ولكن (إذا حسنت أخلاق المخدوم ساءت أخلاق الخادم)
قال دبشليم الملك: زدني إيضاحا.
قال بيدبا الفيلسوف: إن من في الإذاعة قد لا ينقصهم الذكاء وربما كان لبعضهم دربة. ولكنهم (محاسيب) لذوي النفوذ، جيء بهم ليغدق عليهم ثم لا بد من الإغضاء عنهم. .
قال دبشليم الملك: وما رأيك في قولة رئيس الوزارة الجديد أحمد نجيب الهلالي باشا: (لن نوادع الفساد)
قال الفيلسوف: إنا لمنتظروا
حق القارئ على الكاتب:
تلقيت الرسالة الآتية من الأديب عبد اللطيف الطالب بمعهد القاهرة الثانوي، وقد حرص على أن يبعث بها إلى - كما قال في هامشها - ليجنبها على أستاذنا الكبير الزيات بك. وقد رأيت أن أنشرها في هذا الباب لأني أشارك صاحبها ما تضمنته من رأى وجاء، وأعلم أن (شعب الرسالة) يرى ذلك ويرجوه، ونحن الآن في عصر الشعوب واحترام إرادتها، وهذا هو نص الرسالة:
(أما بعد التحية: فللأستاذ الزيات في قلوب القارئين مكانة تجل عن الوصف وتنبو عن مواطن الشبهات، وذلك لما اتصف به من العمق العميق في البحث، والإحاطة الشاملة في الدراسة، والأمانة الدقيقة في الترجمة والأخلاق العالية في التجميل والتزين، مما حدا