إنه لا شك شاعر هيمان، له قلب أخذ يرق ويروق حنى صار فلذة من الطبيعة الحافلة بالجمال، فهو يقول:
فوق هذي الظلال سرنا ظلالا ... ضاحكات على الظريق الوديع
ويبدو هذا المزاج الشاعري في نغماته الموزعة بين (الليل الربيعي) و (البرعم الشفقي) و (همسة الصبح الخجول) ولا يعبأ بعد ذلك بالعواصف الهوج و (الضياء المقرور) والشموع الخوافق، فلأمل يحدو له بنشيد (الصباح العطوف)
إن قسا الليل ظلمة ورياحاً ... فالصباح العطوف في أحنائي
والسكون العميق بين ذراعينا ... ودفء الدماء في الأعضاء
أطفئي خافق الشموع، وخلينا ظلاماً إلى مجيء الضياء هذه بعض الرؤى الباسمة. والظلام الخفاف، التي تسابقت إلى خيال الشاعر كمال نشأت، فاهتزت لها ريشته الصناع، ما كدت أفرغ من ترتيلها حتى رأيتني صادق الرغبة في إشراك قراء الرسالة معي في الإعجاب بها، والتقدير له، فله مني أخلص التهنئة على براعته في التقاط الهمسات والبسمات والنسمات التي صاغها مع الربيع في (رياح وشموع)