للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أولاء مرة أخرى. وبعد التجربة العالمية الأولى. يمدون أيدهم مرغمين لإنهاض ألمانيا واليابان. وهم على يقين أن الطاقة الكامنة في هذين الشعبين لن تتركهم في راحة، ولكنهم لا يملكون أن يفعلوا غير هذا. . إن خط سير الحياة ليس في يد أحد من البشر مهما تكن قوته. فالحياة تسير، وطبائع الأشياء تملى خط سيرها. والقوى الكامنة الناهضة لا سبيل للقضاء عليها. لأنها قوة من قوى الحياة، وقوة الحياة من الله. (والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

إن فكرة الكتلة الإسلامية تسير في طريقها. وإني لأكاد أراها رأى العين حقيقة واقعة. فليؤمن من شباب العالم الإسلامي بهذا. . والزمن كفيل باكتساح العقبات التي تبدو لهم ضخمة في الطريق.

ليؤمن من شباب العالم الإسلامي كله أن الاتجاه إلى راية الإسلام هو العمل الوحيد الذي يخلصهم من برائن الاستعمار، ويخلصهم من كيد الشيوعية التي لا تكاد تطيق مسلما يدب على الأرض.

فإذا آمن الشباب بهذه الفكرة اندفع يضغط على ساسة بلاده، الذين يسيرهم الاستعمار في ركابه، ويملى عليهم رغبته في التكتل الإسلامي. ولتكن كلمته الشباب دائماً: لا ارتباط بكتلة شرقية أو كتلة غريبة. فهذه الأرض أرضنا. ونحن نريد أن نقف تحت راية الإسلام وحدها، محايدين، نجاهد فقط من يعتدي علينا، ونمد بدينا حينئذ إلى الكتلة التي تنصرنا على المعتدين.

وواجب على كل شاب واع أن ينشر هذه الفكرة حيثما وجد. الطال في معهده، والموظف في مكتبه. والسياسي في محيطه. والعامل في مصنعه. والرجل في بيته وأولاده. . وعندما تصبح هذه الفكرة هي فكرة الشعب. فإن قوة على ظهر هذه الأرض لن تقف له في الطريق. .

لن أقول لهذا الشاب الأديب صاحب تلك الرسالة، ولا لأحد من إخوانه الذين كتبوا إلى كثيرا في موضوع شيئا عن الوسائل السياسية أو الدبلوماسية أو العسكرية. . إنني لا أومن بشيء من هذا كله. لست أومن إلا بالقلب الإنساني والعزيمة البشرية. إنني أومن بالعقيدة التي تزلزل الجبال، وتجرف الصخور. أو بالوعي الشعبي الذي يفرض إرادته. وأومن

<<  <  ج:
ص:  >  >>