خاكه م بدهن مكر تومستى ربي ... التراب بفمي! فهل أنت سكران يا ربي
وهنا تحدث المعجزة التي لم يكن يتوقعها أحد حتى الشاعر نفسه، فيحمل غضب الباري سبحانه وتعالى وتنصب نقمته على هذا العبد المارق الملحد فيسود وجهه بغتة وكأنه فحمة الليل، وتتشنج عضلاته وتتقلص أطرافه حتى ليكاد الموت يخطفه من بين يدي الحياة.
فيدرك الشاعر عندئذ الإثم الكبير الذي ارتكبه فيسرع إلى التوبة ويعجل بالاستغفار فينشد ويقول:
ناكرده كناه درجهان كيست بكو ... بي جرم كناه جون توان زيست بكو
من يد كنم توبد مكافآت كتى ... بس فرق ميان من توجيست بكو
- الترجمة للزهاوي -
من الذي لم يجن قط ذنبا ... كيف عاش الذي زكا وتوقى
إن تكافئ سوئي بسوء فقل لي ... أي فرق بيني وبينك يبقى
وعلى أثر ذلك تدركه العناية الإلهية، وتقبل توبته، فيعود إلى وجهه إشراقه السابق والى سائر أعضائه حالتها الطبيعية، فسيجد الخيام آنذاك سجدة الشكر والامتنان.
هذه ثانية الأساطير التي تنسب إلى الخيام وعمر بن إبراهيم منها يراء براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وإذا كانت التحقيقات العلمية لم تكشف لنا بعد عن اسم المختلق الكذاب واضع هذه القرية الشائنة، إلا أننا لا نحتاج كما أعتقد إلى كبير جهد لندرك أن الأفاك الأشر كان ولا بد على حظ موفور من الوقاحة وسعة الخيال