للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شديد ذات يوم مرتين. الأولى بسبب جلادس، وبعد ذلك مباشرة بسبب البعثة كلها. كنا قد تجاوزنا شيبام، ووصلنا إلى قلعة منفردة في بئر عسكر. وكان علينا أن نقضي الليل هناك.

وبينما كنا نغادر سيارتنا، التف حول جلادس ما يقارب عشرين امرأة كن قد جئن بإبل القبيلة إلى بئر عسكر. فأخذن في شد مئزر جلادس الغريب الهيئة الأبيض الفضفاض، وهن يتدافعن للاقتراب منها. فأفزعني تدافعهن، ولكني عندما هرعت نحوها ارتحت لما لاحظت إنهن كن لطيفات، وان فضولهن كان ودياً بالرغم من خشونته. وكانت جلادس في أول الأمر تبدو مندهشة، ولكنها أخذت تضحك بعد ذلك، فأخذن في الابتعاد عنها نوعاً ما، وهن يؤلفن حولها حلقة متراصة، وتكز إحداهن الأخرى ويتطلعن اليها ويتهاتفن على ذات الشعر الذهبي.

ثم ارتفع على حين غرة صوت إطلاق الرصاص ناحية حضر موت الرملي. إنه العلامة المتوقعة للخطر الذي كنا في انتظاره منذ ان غادرنا المكلا، فتطلعت عجلا نحو مصدر الصوت ثم أسرعت إلى بندقيتي لأني استطعت إن أشاهدعلى البعد سحابة من الغبار وفي وسطها دون شك بعض الرجال الأشداء على ظهور إبلهم.

ع. ت

(الرسالة)

نقلت شركات البرق إن الأستاذ وندل فيلبس كاتب هذا المقال قد فر هو وبعثته من اليمن إلى عدن. وظل فرار هذه البعثة حديث الناس في كل مكان، يظنون فيه الظنون، ويتلمسون له الأسباب. وقد قال مكاتب (المصري) في عدن من رسالة بعث بها إلى جريدته في الخامس عشر من هذا الشهر: (قمت بتحري الأسباب التي حملت حكومة جلالة ملك اليمن على أبعاد هذه البعثة فعلمت ان ذلك يرجع إلى إن الحكومة اليمنية كانت قد سمحت لهذه البعثة الأمريكية بالتنقيب عن الآثار في منطقة مأرب وغيرها من البلاد اليمنية بموجب اتفاقية عقدت بين الطرفين أهم بنودها أن تكون جميع الآثار التي تعثر عليها البعثة ملكاً لحكومة اليمن التي ساهمت بمبالغ كبيرة في هذا المشروع العلمي الجليل. وقد بدأت البعثة عملها بعد أن وقعت على الاتفاقية بتاريخ ١٦ أبريل سنة ١٩٥١ ونجحت في العثور على

<<  <  ج:
ص:  >  >>