الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه) مسلكاً غير الذي سلكته ف بيان خطة أبي بكر وعمر وعلي رضوان الله عليهم جميعاً - فليس أول ما يتبادر إلى الذهن المستقيم، والنية السليمة، ان ما بي هو سب صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لا عن خطأ ولكن عن رغبة قاصدة في إفساد الإسلام، وسوء نية في تدنيس المسلمين!!!
وكتاب العدالة الاجتماعية مطبوع متداول منذ أربع سنوات، وطبعته الثالثة في المطبعة، والصخب حوله الآن فقط، قد يشي بشيء لا إرضاء للصديق. وقد قراه الناس في إنحاء العالم الاسلامي، فلم يستشر من موضوعه ولا من سياقة، إن النية السيئة المبيتة لهذا الإسلام وأهله هي التي تعمر سطوره!
إنما أحس الألوف الذين قرءوه - أو على الأقل المئات الذين ابدوا رأيهم فيه - ان كل ما كان يعنيني هو إن أبرئ الإسلام من تهمة يلصقها به أعداؤه، وشبه في الحكم وسياستهم في المال، تحسب على الإسلام، والإسلام برئ من هذا الاتهام.
روى سعيد بن جمهان عن سفينة - مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الخلفة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك. ثم قال سفينة: امسك خلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلي. . فوجدناها ثلاثين سنة. . قال سعيد: قلت له: إن بني أمية يزعمون ان الخلافة فيهم. قال: كذبوا بني الزرقاء! بل هم ملوك من شر الملوك - رواه أصحاب السنن بسند حسن.
وأحسب لقد كان بنفسي - وأنا اعرض النظام الاجتماعي في الإسلام - أن أقول شيئاً كالذي قاله مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - لا عداء شخصياً لبني امية، ولكن تبرئة للإسلام من أن تحسب عليه سياسة لا يعرفها، لا في الحكم ولا في المال. والإسلام منها بريء، فيجب أن يعرف الناس براءته، وأن يعرض عليهم في صورته التي عرفتها الخلافة السمحة، وان ينفي عنه ما لحقه في عهود الظلام والاستبداد.
وما كان لي بعد هذا، وأنا مالك زمام اعصابي، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله، أن القي بالاً إلى صخب مفتعل، وتشنج مصطنع. . وما كان لي إلا أن ادعوا الله لصديقنا شاكر بالشفاء والعافية، والراحة مما يعاني، والله لطيف بعباده الأشقياء.
أما أنا فما احب أن يكون لي مع قوم خرجوا على خليفة رسول الله، وقتلوا ابن بنت رسول