الله، ورموا وحرقوا بيت الله، وساءوا في سياسة الحكم وفي سياسة المال على غير هدي الله. . أدب ارفع من أدب مولى رسول الله، الذي أدبه ورباه!!!
سيد قطب
كمال الدين جودت
نعت الصحف منذ أيام المغفور له الأستاذ كمال الدين جودت المهندس، والد صديقنا الأستاذ الشاعر صالح جودت، وشقيق الأستاذ القانوني صالح جودت بك المحامي، والذي يعني (الرسالة) الكشف عنه ناحية أدبيةفي حياة الفقيد لا نحسب أن أحداً يقف عليها أو يذكرها اليوم.
فقد كان المرحوم كمال الدين جودت مهندساً بحكم تعليمه وثقافته، ولكنه كلن إلى جانب هذا أديباً فناناً بدافع طبيعته ومواهبه، فقد عني في مطلع حياته بالكتابة على أسلوب المقامات، ثم انصرف عن ذلك إلى الزجل أو الشعر العصري كما كان يسميه، وكانت له في هذا السبيل محاولة طيبة، إذ أراد أن يستخدم الزجل في تقريب العلم وتحبيبه إلى النفوس بين الناشئين والعامة، فمن ذلك إنه نظم جغرافية القطر المصري بالزجل في كتاب سماه (قلائد الدر في جغرافية مصر) طبعه عام ١٩٠٣م وهو بهذا الصنيع يقابل صنيع العلماء في نظم العلوم شعراً كما صنعوا في النحو والقراءات والفلسفة والمنطق والحساب وتقويم البلدان، ولا شك أن أسلوب الزجل في هذا يكون اقرب وأحب إلى نفوس الناشئة والعامة لقرب مأخذه وقلة المعانات في فهمه.
وأسلوب المرحوم كمال جودت في الزجل لطيف خفيف، فهو يفتتح كتابه في جغرافية مصر قائلاً:
باسم الكريم افتح زجلي ... في علم تقويم البلدان
إياك على الله أبلغ أملي ... وانفع به أبناء الأوطان
العلم ده اسمه جغرافية ... كمان وتقويم البلدان
كله فوائد عال كافية ... طبعاً لتثقيف الأذهان
وهو بهذا الأسلوب يأخذ بالحديث عن هذا العلم وتقسيماته ووصف هيئة الأرض وأقسامها،