ثم يأخذ في وصف القطر المصري ومدنه وأقاليمه، فنجده يتحدث مثلاً عن مديرية الشرقية وتقسيمها الإداري فيقول:
عندي مديرية سنية ... بحثت عنها بالتدقيق
حلوة تسمى الشرقية ... خصبة وبندرها الزقازيق
عدد مراكز الشرقية ... ستة بدت بالبنجبات
ناقوس وبلبيس مع ههيسا ... وكفر صقر مع القنيات
وكماني مركز منيا القمح ... مركز لطيف خالص وجميل
وفي وصفهم يحتاجون شرح ... وقصدنا عدم التطويل
أما وقد وصف - رضوان الله عليه - بلدتي منيا القمح بأنها (مركز لطيف خالص وجميل) ليقتضيني وقد انتقل إلى جوار ربه أن أراد له هذا الجميل.
محمد فهمي عبد اللطيف
تحقيق لغوي
يذهب بعض الباحثين إلى وجوب تجريد الفعل الماضي التالي للنفي والاستثناء من الواو، ولست معهم فيما ذهبوا إليه، والسماع خير شاهد، واليك الأدلة:
١ - قال الأصمعي:(يستحب من المهاوي أن نقصر أذنابها، وقل ما ترى مهرباً إلا - ورأيت - ذنبه المصل كأنه أفعى) أوهام شعراء العرب لأحمد تيمور باشا ص٤٣ نقلاً عن التبريزي في شرح المعلقات.
٢ - قال دعبل:(مضى علي ستون عاماً ما تصرم منها يوم إلا - وقلت فيه شعراً -) عن مجلة الرسالة الغراء السنة الخامسة ص١٥٨٧، وفي الصفحة التالية من المرجع نفسه يقول لأحد أصدقائه. (ما كانت لامرئ عندي من منة إلا - وتمنيت موته -).
٣ - وقال البديع في المقامة الناجمية:(وما سكنت حرب إلا - وكنت فيها سفيراً -)
٤ - ومن أبيات الشواهد:
نعم امرأ هرم لم تعر نائبه ... إلا - وكان - لمرتاع بها زورا