ليتبين القارئ مدى قيمته الأدبية ومنزلته الممتازة بين الشعراء الصوفيين. ونكتفي اليوم بإيراد منظومة مترجمة من قصيدة مطلعها:
برساقيدن ايجدم شراب عرشدن بوجه ميخانه سي
يقول:
تناولنا الخمر من ساق كانت خمارته فوق العرش فأصبنا بالخمارة السكر، ففدينا الأرواح
حبذا هذا المجلس الذي تشوى فبه الأكباد على نار شمع وهاج تدور حوله الشمس كما تطير الفراشة حول النار
وفي هذا المجلس تنطلق صيحات (أنا الحق) من أفواه المخمورين الذين يعد أفقرهم في التصوف، في مستوى الحلاج المنصور ثم ينهي الشاعر منظومته بخطاب يوجه إلى نفسه قائلا:
حذار من مخاطبة الجاهلين بهذا الكلام الفياض
فإنك تعلم كيف يقضي هؤلاء الوقت. . .
ويلاحظ في هذه القصيدة أن الشاعر كنى عن الإله بالساقي. وعبر بالخمر عن العشق الإلهي. كما أنه روى حرقة كبده في حب الإله بشي الكباب في مجلس الشراب
وقد انتشرت هذه الألوان من المصطلحات الصوفية بين الشعراء حتى شاع استعمال كثير من تعابير اللهو والطرب في موضوع التغني بذكر الله. . .