بينهم فلاسفة عظام ومفكرون مشهورون. أمثال الفارابي وأبن سينا والزمخشري - صاحب الكشاف ومؤلف كتاب مقدمة الأدب - كما وأن آخرين منهم انساقوا بسبب الملابسات والظروفإلى استعمال الكتابة الفارسية بدلا من التركية أمثال جلال الدين الرومي صاحب المثنوي المعروف وغيره من المفكرين
التصوف في الأدب التركي:
ليس من شأننا الآن أن نتحدث عن تاريخ التصوف الإسلامي في عصوره المختلفة، وإنما وددنا أن نتطرق بإيجازإلى النواحي الأدبية منه بقدر ما يتعلق بالموضوع
إن آثار التصوف بدأت تظهر شيئا فشيئا في الأدب التركي منذ القرن الثالث عشر الميلادي، وذلك حينما استخدم العالم المعروف الشيخ محيي الدين بن العربي نظريته المعروفة (وحدة الوجود) التي كان لها الأثر البالغ في الأدب التركي طوال العصور
وقد تأثر شعراء الترك كذلك بفلسفة الجاذبية الإلهية التي كان أصحابها يوقنون بتمثيل القدرة الإلهية في النفس البشرية عن طريق الإيمان بذاته إيمانا يطرد الشرور الكامنة في النفس، فيتجسم النور الإلهي في القلوب تجسما يحيه المؤمن في كل حين. . وكان هؤلاء الرجال يعشقون جمال الله عشقا خالصا لا يخامرهم فيه شك ولا يأخذهم منه ريب، ولم يكن هذا العشقالإلهي في نظرهم كالحب المجازي الذي يشعر به الإنسان تجاه الآخرين، بل كانوا يعتبرونه مودة صافية ناشئة من فرط ميلهم للوجود المطلق
ومن استطاع في رأيهم أن يتغلب على النفس الأمارة بالسوء بدافع غلاب لا يحمله إلا القليلون، واندمج في الوجود المطلق، فقد بلغ الغاية القصوى ونال الدرجة العليا في سلك التصوف فحاز رتبة (الفناء في الله)
ولقد تظاهر كثير من شعراء الفلسفة زمنا غير قليل، نذكر منهم الشاعر المعروف (نسيمي) من شعراء القرن الرابع عشر ميلادي الذي ألف ديوانا ضخما في الشعر التصوفي، وقد اشتمل هذا الديوان على قصائد جياد في تحبيذ ما ذهب إليه الصوفي الإسلامي الكبير (الحلاج المنصور) وكان نسيمي قد سلك مسلك الحلاج في قوله (أنا الحق) مما أثار ضجيج العلماء في عصره، فاغتاظ منه رجال الدين وأمروا بقتله فكشطوا جلده حيا فهلك
ومنهم الشاعر الإنساني العظيم (يونس أمره) وهو أحق أن نفرد له مقالا خاصاً في الرسالة