أرض الهندستان. وتبلغ مساحتها ٣٦٠ مليون كيلو متر مربع وعدد سكانها حوالي مائة مليون نسمة
وهي تنقسم إلى قسمين: الباكستان الشرقية وتتكون من إقليم البنغال الذي يتكون من المنطقة الواقعة عند مصب نهر الكنج
والباكستان الغربية وتتكون من حوض السند وبلوخستان
ويفصل بين القسمين مسافة لا تقل عن ألف ميل. وهناك منطقتان ما يزال النزاع قائما بين الباكستان والهندستان عليهما: الأولى مقاطعة حيدر آباد ومساحتها حوالي ٨٢ مليون كيلو مترا مربعا وعدد سكنها ١٦ مليون نسمة، والثانية مقاطعة جمو وكشمير
وسنتحدث عن مشكلة المقاطعتين بالتفصيل فيما بعد
قصة الباكستان
وأحب قبل أن أتحدث عن الباكستان من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية أن احدث القراء عن قصة قيام الباكستان تلك الدولة التي نشأت منذ خمس سنوات فقط
دخلت بلاد السند وبلوخستان في دائرة العالم الإسلامي منذ خلافة معاوية بن أبي سفيان. وفي أوائل القرن السابع عشر الميلادي كانت جميع بلاد الهند في يد المسلمين وكان يحكمها المغول
ولكن منذ عصر النهضة الحديثة وعصر الاستكشاف بدأت تنتاب الشعوب الأوربية حمى الاستعمار وبدأت إنجلترا تنسج شباكها حول الهند فأنشأت معها علاقات تجارية، ثم كان من الطبيعي أن يقوم النزاع بين شركات التجارة وبين حكومة الهند وانتهى الأمر باستيلاء إنجلترا على الهند. وفي ١٧٦٣ طردت إنجلترا الفرنسيين من معظم المراكز التجارية التي كانت لهم الهند وأصبحت الهند الدرة اليتيمة في التاج البريطاني. ومنذ ذلك التاريخ والسياسة الإنجليزية تحرص تماما على سلامة الهند، والمقصود سلامة الهند معناه قطعا عدم خروج الهند من يد بريطانيا إلى يد دولة أخرى، ومعناه أيضا الوقوف في وجه الهند ومنعها من تحقيق استقلالها. وأكثر من هذا لقد كان الحرص على سلامة الهند محور السياسة الإنجليزية. استمع إلى قول وارن هستنجس حاكم الهند ١٨٠٠ (منذ نزول الفرنسيين أرض مصر (١٧٩٨) لم يغمض لي جفن)، وانظر إليه وهو يدفع حكومته دفعا