أدركت ما منيت نفسي خالياً ... لله درك يا ابنة النعمان
فلقد رددت على المغيرة ذهنه ... إن الملوك نقية الأذهان
وقد أيأس أخوة عدي، وهم عند كسرى، ما نزل بأخيهم، فسعوا له، وعملوا على كسر قيده، وراسلوه في سجنه، فلقد كتب إليه أخوه أبي:
إن يكن قد خانك الزمان، فلا عاجز باع ولا ألف ضعيف ويمين الإله. . لو أن جاءوا طحوناً تضيء فيها السيوف ذات رز، مجتابة غمرة الموت، صحيح سربالها تلفوف كنت في حميها - لجئتك أسعى فاعلمن، لو سمعت، إذ تستضيف أو بمال سألت دونك لم يمنع تلاد لحاجة أو طريف
أو بأرض أستطيع آتيك فيها ... لم يهلني بعد بها أو مخوف
إن تفتني والله إلفاً فجوعاً ... لا يعقبك ما يصوب الخريف
في الأعادي، وأنت مني بعيد ... عز هذا الزمان والتعنيف
ولعمري لئن جزعت عليه ... لجزوع على الصديق أسوف
ولعمري لن ملكت عزائي ... لقليل شرواك فيما أطوف
ثم احتال للدخول على كسرى فأخبره، فكتب كسرى للنعمان يأمره بإطلاق عدي. غير أن الوشاة أسرعوا قبل فوات الفرصة، وحرضوا النعمان وخوفوه وأنذروه، أن أبقى على عدي، فبعث إليه أعداءه، فغموه حتى مات