أن القوى الجسدية تتهدم كلما تقدم الإنسان في العمر؛ غير أن القوى العقلية تزداد نشاطا وصفاء بفضل التمرين والاختبارات الماضية. وعلى هذا فالإنسان الذي يزاول الأعمال اليدوية تنحط قواه العضلية عند بلوغه حدا من العمر بخلاف من يزاول الأعمال العقلية فإنه يشعر في ذلك الحد نفسه أنه أشد نشاطا وأصفى فكرا. وقد فرض نظام التقاعد على البالغين الثامنة والستين مع أنهم يكونون في هذا السن في أوج نشاطهم العقلي. ولو أن نظام التقاعد يراعي بحذافيره في كل البلدان لكان عدد كبير من الموهوبين مقعدا عن العمل. نذكر منهم في عالم الفنون الموسيقي المشهور جان سيبيوس وعمره اليوم ٨٦ سنة، والمصور فرانك برانغوين ٨٤ وتوسكانيني ٨٤ وبول كارد ٨٢ والمصور هنري ماتيس ٨٢ واوغدن بتري ٨٠ وبيكاسو ٨٠ وكوربيزيه المهندس الشهير ٧٤ والموسيقية راندا لندوسكا ٧٤
وفي فن التمثيل السينمائي نقتصر على ذكر اتيل باريمور وعمره ٧٤ وساشا غيتري ٦٦ وبوريس كارلون ٦٤ وموريس شفالييه٦٣ وشارل شابلن ٦٢ وكودرينس ٦٢
ومن هذه الأمثلة التي سردناها لا يجرؤ أحد أن يسأل: ماذا نفعل بالشيوخ؟