للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت بالنسبة للآخرين مجرد لهو يلهون به

ومثلما صورت لنا هذه الأقصوصة، هذا الجو المظلم، التعس،

صورت لنا أقصوصتا (المنزل رقم ٥٤) و (أعوام الرعب)

جوانب مظلمة، قاسية، من جوانب هذا المجتمع المنهار

فأقصوصة (المنزل رقم ٥٤) أبرزت لنا من زاوية خاصة، أثر

المال في تثمين الحياة الإنسانية، فإعطائها قيمتها الآنية. فتحكم

صاحب الدار، وعدم اكتراثه بحالة ساكني داره رغم ابتزازه

منهم، الضريبة الشهرية، وخضوع هؤلاء لسطوته، وتلون

حياتهم البائسة، وفق ما تضطرهم إليه هذه الحالة، من جهة،

وموقف الشاب من ابنتهم، ومن أهله، من جهة أخرى، يحيطان

بأتعس ما يمر على الإنسان، من ذل مقيت، وخضوع ظالم،

تتحول بهما الحياة الإنسانية إلى ما يقارب الحياة الحيوانية،

يزيدها مرارة، وألماً، شعور الإنسان بكرامته، وحقه في عيش

أصلح

وما إن نصل إلى نهايتها حتى يدركنا جمود فكري صارم، مرده إلى تلك النهاية الأليمة التي تحرت أليها (العائلة) نتيجة لتهدم دارها، فإذا ما تعلق مصير الإنسان ببضع قطرات تسقط من السماء، فتكفي لانهياره، تحت التراب. فأي قيمة لمثل هذا الإنسان، وأي معنى للحياة التي يحياها؟!

أما (أعوام الرعب) فقد صورت لنا، بطريق حاد، شائك ما يعانيه الشعب العراقي اليوم، من

<<  <  ج:
ص:  >  >>