مآس دامية، وما يجتاز من أهوال شداد، في سبيل تحقيق حريته، وإنسانيته، وما يلاقيه في سبيل هذا التحقيق من انتقام عات ظالم، كما صورت التباين الشاسع بين عقليتين، تلتفتان لأمور واحدة، عقلية مؤمنة صاعدة (الابن) وعقلية، أشرفت على المشيب والتدهور (الأب) فخضوع الأب، واستسلامه، الناجمان عن الجهل وأساطير، يقابلهما الوعي العلمي الذي يتحسسه الابن، وكفاحه الجبار، الأوحد المؤدي إلى النهاية التي لا ريب فيها. فهي تعطينا في فلتة نادرة، اعمق العواطف الإنسانية المحتشدة في الينبوع الآسن
ومثلما صورت لنا (أعوام الرعب) الوعي الإيجابي المتغلغلفي دماء (الابن) طورت لنا أقصوصة (صديقي عبد علي) الوعي السلبي لذي يراود القلوب الجاهلة، والذي تمثل في العطار (عبد علي). فاهتمامه بالانتصارات الألمانية، وتهليله له، وتتبعه للانتكاسات البريطانية، وتشفيه منها يلفتان نظر القارئ المخلص، إلى تلك الناحية الخفية (فعبد علي) مثال لتلكالشخصيات المتعصبة، التي رأيناها في فترة الحرب، ولم نفهمها يومذاك. فهي في تحسسها الخاطئ، باعتمادها على أجنبي أخر، لا تقصد إلا إنقاذ بلادها، مما هي عليه، من جوع واضطهاد، فظنها الخاطئ، وعقليتها المحدودة الثقافية، توحيان لها أن الألمان ما داموا أعداء للإنكليز، فهم أصدقاء لشعوب المبتلاة بسطو (البارون) ومحرريها
وأقصوصة (بدر بنت عمي) هي الأخرى تعطينا، جانبا مظلما، من جوانب هذا المجتمع، بما فيها من تحجر وعبودية، فحب العذراء لشخص غريب عنها، واغتنامها لبعض الأمسيات الوادعة، تقضيها في التطلع - على بعد - إلى حبيبها، جريمة لها جزاءها الرادع، عند ابن العم الغيور. وهل غير لقتل من جزاء
على أننا نلاحظ أن (لخاتم الماسي) أقل نجاحا من الأقاصيص السابقة، وسرها أنها فاقدة الحركة، وعقدتها - كما يعبر الاصطلاحين - ساذجة. فقد حاول الأستاذ شاكر أن يسرد لنا في أقصوصة هذه (الأفكار) التي راودت بطل القصة، عندما عرض عليه (أحدهم) أن يشتري خاتما ماسيا، ومهما تكن حقيقة هذه الأفكار، ومن تطرقها للعدالة المطلقة، وصلاحية العقاب الاجتماعي، فهي تظل كما قلنا، وما ذاك إلا لأن (الفكرة) يجب أن تتواري، في الأقصوصة وسائر الأعمال الفنية - بحيث تدرك أهدافها وانية، وبطيئة، فشخصيات الأقصوصة إذا ما أصبحت رموزا يلتقطها الكاتب إدارة أفكاره، تفقد قيمتها، ويبهت الإطار