وكذلك (الأغلال) فهي إلى الخيال أقرب، ولعدم واقعيتها، نستبعدها، فما في كل يوم نلحظ حمالا (صبيا) يكتري بخبزه اليومي، دراجة ليتعقب خطوات حبيبته الأرستقراطية، المترفة، وما في كل ليلة نلحظ وقوف مثل هذا الحمال تحت شرفة حبيبته. على أننا نستثني نهايتها فهي يتفق والواقع
ولم يبق لدينا إلا أقصوصتان الأولى (الدخيل) ونراها ذات صبغة علمية بحت (تستند إلى مفاهيم علم النفس) فمن المستبعد أن يبلغ الإدراك في طفلة لم تتجاوز السادسة لمثل هذا الحد، فالغير لا تتبلور إلا في سن المراهقة!
والثانية (قلب كبير) فهي مريحة القراءة، موفقة في تحليل نفسية الفتاة الغربية المراهقة، ولعل أعمق ما فيها تصويرها لفتات الفتاة، ونظراتها إلى صاحبها أثناء التقائه (مصادفة) بصويحباته، العابرات
ونظرة موحدة إلى أسلوب الأستاذ شاكر تعطينا ما نريد، فقد سار بطريق عرض موحد، إذ ألقى في كافة الأقاصيص، مهمة (العرض) إلى أبطال الأقاصيص نفسها، فكل واحد منهم يقص (قصته) وهذه الطريقة لها ميزاتها الخاصة، وموفقة في التحليل النفسي، إذ توهم القارئ أن البطل (المتكلم) قريبا منه كأنه يسر إليه خاصة بهمومه، ولو حاول الكاتب أن (يتملص) في بعض أقاصيصه من هذه الطريقة لكان عندي أحسن، فللتنويع اهميتة، لئلا يتداخل الملل في نفس القارئ، ولئلا يلمس الرتابة في العرض
وجمل الأستاذ واضحة العبارة، مألوفة، فلا التواء في للتعبير ولا تعقيد في المعنى، ومحاولة الأستاذ في تفصيح العبارات العامية العراقية وإدخالها في أقاصيصه محاولة ناجحة، بارزة الإيماء، إذ أدخلت على الأقاصيص جوا واقعيا، نابضا، والحق أن أهم مشكلة تواجه القصاص، هو هذا التباين الصارم بين لغة الكتابة ولغة التخاطب، فإذا ما أراد الكاتب إدارة (حواره) باللغة العامية، تقلصت دائرة قراءتها، وأصبحت محلية، وإن يفقد بذلك أعز ما يتاح للأديب، اعني إبراز الروح الكامنة وراء الألفاظ، وفق ما يتداولها الناس، وإزاء ذلك، فمحاولة الأستاذ محاولة تنعش أدبنا المتكاسل وتزيده كمالا
ونود أن نشير إلى تلك اللوازم التي يلتزمها بعض أبطال الأقاصيص، ففي حياتنا كثيرا ما نشاهد مثل تلك اللوازم، تتكرر، بصورة لا إرادية أثناء الأحاديث، وقد تبلغ مرحلة من