وإثارتهم العصابات والخلافات، بين القبائل وبين الشعراء وتمهيدهم سبيل اللهو والاستهتار، لأنفسهم وللناس، ولا سيما جيران بيت الله، وأهل مدينة رسول الله؟
وعدوانهم على الحريات، وعلى المقدسات، وقتلهم العلماء من أمثال الحسين وسعيد بن جبير، وإيذاؤهم سعيد بن المسيب، وضربهم الكعبة بالحجارة وبالنار، هل هو من الإسلام؟
إن هذه كلها أشياء ثابتة، لم يفترها عدو، ولم يضعها خصم، وهذه كلها تناقض الإسلام أشد التناقض، بل إن بعضها لم تأت بمثله الجاهلية الأولى
وما كان عليه العباسيون، ومن جاء بعدهم، من الطغيان والعدوان على الأنفس والأموال، واتباع غير سبيل الهدى، كل ذلك يسأل عنه بنو أمية، لأن من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ومن عمل بها إلى يوم القيامة
وأنا اكبر بني أمية. وامجد آثارهم، وارفع أقدارهم ولكن لا أستطيع أن أقول إن دولتهم كانت دولة إسلامية، لأني أكون قد مدحتهم بذم الإسلام، والإسلام أحب إلي واعز من بني أمية، وبني هاشم، وأهل الأرض جميعا
دمشق
علي طنطاوي
إبراهيم الواعظ
قرأت بإعجاب ما كتبه الأستاذ إبراهيم الواعظ في الرسالة بالعدد ٩٧١، فتذكرت ماله عندي من يد بيضاء يوم كنت أعمل بمدارس العراق الشقيق سنة ١٩٤٢، وحق على بهذه المناسبة أن أقدم لقراء الرسالة فذة في مجال الفكرة الإسلامية
تعرفت عليه ببغداد، وكان من صفوة القلة الذين أنست إليهم في مختلف الأحاديث التي كنا نطرقها في ندوة كانت تضم حسن بك سامي وزير العدل السابق، فنتحدث فيما يهمنا من شؤون الثقافة
وعرفت الأستاذ الواعظ محاميا له بين قومه، مكانة مرموقة بما تميز من اطلاع واسع على التراث الإسلامي، وعناية فائقة بالقضية العربية