(بومباي في ١٤ - لمراسل المصري - عقبت جريدة (بومباي كرونكل) على الدعوة التي تأتي من باكستان بضم جميع الدول الإسلامية في الشرقين الأدنى والأوسط بما فيها أفغانستان وباكستان في نوع من الاتحاد الإسلامي العام، فقالت: إن هذه الحركة فشلت لأن الدول التي يهمها الأمر تشعر بإحساس عميق ورغبة أكيدة في الاحتفاظ بذاتها، مفضلة ذلك على الموافقة على السير في طريق ثانوي تابعة لغيرها
ومضت الجريدة تقول: وإن هذه الدول جميعا تحس بالخطر من خلط الوطنية بالدين، ولهذا السبب تتضح لنا الحقيقة البارزة في سياسات الشرق الأوسط من أن دولة رفضت فرادى وجماعات أن تسمح رياستها الكائنة في القاهرة بأن تصطبغ بصبغة دينية، وأصرت على تسميتها بجامعة الدول العربية، كما أنها كانت حكيمة برفضها فكرة الجامعة الإسلامية لأن نتائجها في غاية الخطورة حقا، فكل تكتل على أساس ديني كفيل بإثارة الحزازات الداخلية لاختلاف المشاعر الوطنية والعنصرية، وتنوع المصالح والآمال، أما في الخارج فسوف تخلق رد فعل مفعما بالشك والعداء مع بقية أنحاء العالم، قد يفضي إلى نتائج ضارة بالجامعة الإسلامية ذاتها
وقد أثنت الجريدة على سياسة تركيا العلمانية قائلة: إنها ذات قيمة كبرى لأنها تقدم دليلا لا ينقض على حكمة زعماء الهند الذين جعلوا بلادهم دولة علمانية، ومن جهة أخرى نرى أن تمسك تركيا بمثلها العليا العلمانية التي ارتضتها لنفسها، يعد ذا فائدة كبرى لدول الشرق الأوسط)
وما كان تعليق جريدة بومباي كرونكل ولن يكون إلا نموذجا من نماذج حركة التخويف التي يزاولها كل صاحب مصلحة في استعمار بضعة من الوطن الإسلامي والهند تزاول لونا من الاعتداء على كشمير، فتلتقي مصلحتها مع مصلحة الاستعمار في عزل باكستان عن العالم الإسلامي، وفي تخويف العالم الإسلامي من نتائج الدعوة الباكستانية إلى التكتل الإسلامي
إن أسطورة أن الدين شئ والوطنية أو السياسة شيء آخر، هي أسطورة نشأت في عوالم أخرى غير العالم الإسلامي. وإلا فالإسلام لا يعرف هذه التفرقة المصطنعة. الإسلام يعرف أنه عقيدة في الضمير وشريعة للحياة. شريعة للحياة بكل جوانبها السياسية والاجتماعية