والاقتصادية والدولية. ليس هناك شئ يقال له الدين وشئ آخر يقال له السياسة، وشيء ثالث يقال له الحكم، وشيء رابع يقال له الاقتصاد، وشيء خامس يقال له الاجتماع
إن هذه التفرقة مضحكة في نظر الإسلام، ومضحكة في نظر المسلمين الذين يعرفون أبسط قواعد الدين
إما أن يكون الإنسان مسلما أو غير مسلم. فإما أن يكون مسلما فشريعة الإسلام هي التي تتحكم حياته إذا تفرد في عباداته ومعاملاته، وتحكم حياة الجماعة التي يعيش فيها من ناحية الحكم وناحية الاقتصاد وناحية الاجتماع، وتحكم حياة الدولة التي تخضع لها من ناحية علاقاتها الدولية، وصلاتها بالعالم الخارجي كله. . وإما أن يكون غير مسلم فيدع لأي قانون آخر غير الشريعة الإسلامية أن تصرف حياته في كل هذه النواحي. . وليس هناك حل وسط، فالإسلام لا يعرف أنصاف الحلول
ولجريدة بومباي كرونكل أن تتحدث عن الخطر من خلط الوطنية بالدين؛ فالدين يكون خطرا حقا على الحياة حينما يكون كالهندوكية التي تستبقي الملايين من البشر في مرتبة أقل من مرتبة الحيوان في صورة منبوذين، أو حينما يكون كاليهودية التي يعتقد أتباعها أنهم شعب الله المختار، وأن كل من عداهم من البشر لا حرمة له ولا حق في رعاية، وقالوا:(ليس علينا في الأميين سبيل) فلهم أن يسرقوا مال البشرية كلها، ولهم أن ينكلوا بالبشرية كلها، وضميرهم الديني مستريح!
فأما حين يكون الدين هو الإسلام، فلا شيء من الخطر بل هو الخير للبشرية جميعا، خير العدالة الاجتماعية التي يكفلها هذا الدين كما لم يكفلها نظام آخر من النظم التي تعرفها البشرية وخير التضامن العالمي، والسلام الدولي، كما لم يكفله قانون دولي ولا منظمة جماعية
لقد سبق الإسلام هيئة الأمم المتحدة أربعة عشر قرنا في إيجاد معاهدات دولية لسلام يجتمع إليها أصحاب الديانات جميعا في عهده، بل تضم إليها بعض المشركين!
ولقد سبق الإسلام الشيوعية بأربعة عشر قرنا في دعوته إلى الوطن الواحد الذي يقوم على نظام اجتماعي معين، وعلى فكرة إنسانية معينة، تذوب فيها القوميات والجنسيات جميعا
ولكن الاستعمار يفزع ويرجف من هذا التكتل الإسلامي، كذلك تخشاه الكتلة الشيوعية