للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والجوهر، وإن كان متبايناً في اللون والمظهر.

دور الأدب التركي فيما قبل العهد العثماني:

ويشمل هذا الدور عهد الدولة الغزنوية (سنة ٩٦٢م - ١١٨٣م) والدولة القاراخانية (٩٣٢ - ١٢١٢م) والدولة السلجوقية (من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر الميلادي) وعهد المغول (من القرن الثالث عشر إلى القرن الرابع عشر الميلادي)

وتميزت هذه العهود بتحسن الوضع الاجتماعي للأتراك تحسناً كبيراً؛ فبسطوا سلطانهم في داخل البلاد الإسلامية وكونوا لهم مركزاً ممتازاً بين المسلمين. وقد زاد اتصالهم بالعرب في هذه العهود وقويت العلائق بينهم وبين الفرس والهنود، فنشأت علاقات ثقافية وثيقة كان لها من الأثر ما كان

إن الآثار الأدبية التي انتشرت في هذه العهود، والتي انتقلت إلينا على علاتها إنما مصدرها عهد الدولة الغزنوية. وقد تأسست هذه الدولة في بلاد الأفغان ومناطق البنجاب من الهند. وتوسعت شيئاً فشيئاً حتى بلغت أوج عظمتها في عهد السلطان محمود الغزنوي الذي كان يعطف على الشعراء والأدباء ويشجع الثقافة في البلاد

فقد ظهر في هذا العهد كتاب وعلماء مشهورون، وكان جل اهتمامهم بالفارسية وظهر كذلك في هذا العصر بعض الآثار العربية. أما الآثار التركية التي عنى بها رجال الفكر التركي فهي قليلة جدا. ولقد انتقلت إلينا من عهد القاراخانيين مؤلفات أدبية قيمة، وكذلك آثار نفيسة من عهد السلاجقة، يستدل منها على أن الأدب التركي في هذا الدور كان في عنفوان تكامله

ومن الآثار التي يصادف تاريخها هذه العهود كتاب (قوراتغويليك) الذي كتبه الأديب التركي (يوسف خاص حاجب) في سنة ٤٦٢ هـ بمدينة كاشغر، وقدمه إلى الأمير القاراخاني (تابغاج قره بغراخان) فنصبه هذا حاجباً خاصاً في قصره، ومن هنا سمي بهذا اللقب. ويتضمن كتابه أشعاراً أخلاقية نظمها لغة تركية خالصة يندر فيها العثور على ألفاظ أعجمية. فهي هذا الاعتبار أشعار لها قيمتها العظيمة في الأدب واللغة التركية من حيث الإفادة في استعمال كثير من الكلمات التركية المهجورة في الكتابة الحديثة

ويوجد من هذا الأثر ثلاث نسخ خطية، وجد إحداها المؤرخ المعروف (هامر) في استنبول، وكانت مكتوبة بالخط التركي القديم (الأويغوري) فأرسلها إلى مكتبة فيانة حيث

<<  <  ج:
ص:  >  >>