هذه نبذة مختصرة عن حياة الشاعر جلال الدين الرومي وعن أثره في الأدب التركي. وهناك شعراء كثيرون ممن عاشوا في هذه العهود أمثال الخوارزمي والجندي وسليمان باقر ومير حيدر ولطفي وأميري وحسين بايقرا وعلي شيرنوائي والقاضي وبرهان الدين وضرير الأرضرومي وحبيبي وخطائي وغيرهم من شعراء الترك، إن أردنا الاستفاضة في دراستهم في هذا المقام لطال بنا المقال. وخرج عما سميناه بالنظرات وإذا راعيتا جانب الاختصار وتجانبنا التفصيل. . .
وهنا نكون قد أعطينا للقارئ صورة مختصرة للأدوار التاريخية التي مر بها الأدب التركي منذ نشأته حتى أوائل العهد العثماني. وقد رأينا فيها أن الأدب التركي في هذه الفترات كان يكتنفه شئ من الغموض، بحيث يتعذر معه الوصول إلى كشف خفاياه وإظهار مجاهلة، وذلك لافتقارنا الشديد إلى المصادر التاريخية القديمة التي ترشدنا إلى معالم هذا الأدب في عصوره المظلمة.
ورأينا في هذا المقال أننا كلما تدرجنا في الموضوع تدرجاً زمنيا وجدنا أن الأدب التركي يزداد وضوحاً في العصور الأخيرة
وسنرى في دراساتنا القادمة، إن سمح لنا الوقت، أن الأدب التركي أصبح موضوعه أمرا ملموساً له حدود ثابتة وأدوار تاريخية معينة. .