للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لمحاربة السرطان)

كان الدكتور هينغس رئيس الجمعية الأميركية للأبحاث السرطانية وقد طالما جال في خاطره أن وجود ورم سرطاني في أي موضوع من الجسم يجب أن حدث تأثيرا في الدم. فاخذ يوما نقطتين من الدم: إحداهما من جسم سليم، والأخر من جسم مصاب بالسرطان، فوجدهما بعد التحليل والفحص الميكروسكوبي متشابهتين لا شيء يفرق بينهما، ولكنه لم يقتنع بهذه النتيجة فواصل تجاربه حتى أكتشف أن دم المصاب إذا اسخن ومزج بالحامض اليودواسيتيك لا يتخثر بسرعة دم السليم، فإذا أستغرق هذا لتخثره عشر دقائق مثلا أستغرق ذاك عشرين دقيقة. وقد امتحن اكتشافه في ثلاثمائة شخص فما أخطأت التجربة قط في أحد منهم. لذلك يمكننا أن نعلن للمرة الأولى دون تردد وحذر أن تشخص السرطان أصبح حقيقة ثابتة وأمرا واقعا، ونستطيع أن نصرح أيضا بأن العلم قد أحرز انتصاره الأول في معركة السرطان. على أن هيغنس نفسه، وهو العالم المدقق، لا يسرع في إذاعة انتصاره، وتقديم رأسه لإكليل المجد قبل أن يدعم اكتشافه بالامتحانات الطويلة والاختبارات العديدة التي يواصلها اليوم

وقد أعلنت الجمعية الأميركية للأبحاث السرطانية بعد أن تحققت اكتشاف رئيسها السابق أن اتقاء السرطان أصبح ميسورا، وأن على كل شخص أن يفحص نفسه مرة في السنة عند طبيبه الخاص أو في مختبر اختصاصي، حتى إذ دل الفحص على نمو سرطاني عالجه قبل فوات الوقت ونجا من شره القتال

إن العلم لم يهتد حتى الآن إلى الدواء الحقيقي الذي يتقي به غائلة السرطان، ولكنه ما وقف قط ولم يقف مكتوف اليدين أمام هذه الآفة الكبرى

ولسنا اليوم تجاه السرطان كالفريسة المقضي عليها التي تنتظر ساعتها الأخيرة، والمحكوم عليه بالإعدام الذي يتوقع الموت بين دقيقة وأخرى. وإذا كان من عادة السرطان أن يدخل فجأة دون أن يقرع الباب فلدينا الآن جرس الإنذار. وما علينا ألا أن نعتمده لكي ننجو من سالب الأرواح

<<  <  ج:
ص:  >  >>