للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خاصاً، وأستخلف أبو بكر عمر بن الخطاب رضي الله عنهما؛ ووضعها عمر في أهل الشورى. روى الطبري أن عمر رضي الله عنه لما طعن، قيل له: يا أمير المؤمنين لو استخلفت؟ قال من أستخلف؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حياً استخلفته، فإن سألني ربي، قلت: سمعت نبيك يقول: إنه أمين هذه الأمة، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً، استخلفته، فإن سألني ربي قلت: سمعت نبيك يقول: إن سالماً شديد الحب لله. فقال له رجل: أنا أدلك عليه: عبد الله بن عمر، فقال: قاتلك الله! والله ما أردت الله بهذا، ويحك! كيف أستخلف رجلاً عجز عن طلاق امرأته؟ وأنظر، فإن استخلفت، فقد أستخلف من هو خير مني، وأن أترك، فقد ترك من هو خير مني، وأن يضيع الله دينه، وما أريد أن أتحملها حياً وميتاً. عليكم هؤلاء الرهط الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم من أهل الجنة الخ.

وقد ولى معاوية بعد صراع، رجحت فيه كفته سياسياً، ثم حربياً بعد اختلاف جند علي عليه، ثم صالحه الحسن، وسلم له الأمر، بعد استشهاد الإمام فاجتمع عليه أمر الأمة، ولا تجتمع أمة محمد على ضلالة.

عن الزهري، أن الحسن بن علي لما أستخلف، كان عنده شرطة الخميس التي ابتدعها العرب، وكانوا أربعين ألفاً بايعوا علياً على الموت، وعلى مقدمتهم قيس بن سعد؛ ولكن الحسن كان لا يريد القتال، وإنما يريد الدخول في الجماعة؛ وكان قيس يخالفه في هذا الرأي، فشغب الجند بالحسن، ونهبوا سرادقه، حتى نازعوه بساطاً كان يجلس عليه، وطعنه أحدهم؛ فلما رأى الحسن تفرق الأمر عنه، بعث إلى معاوية يطلب الصلح، وخطب أهل العراق فقال: يا أهل العراق، إنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي.

وقال للحسين وعبد الله بن جعفر: إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان، فقال الحسين: نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية، وتكذب أحدوثة علي! فقال له الحسن: اسكت، فأنا أعلم بالأمر منك. ولما علم بذلك عبد الله بن عباس، كتب إلى معاوية يسأله الأمان. ودخل الناس في طاعة معاوية.

ومعاوية مجتهد، ما في ذلك من شك، وقد أقره على اجتهاده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>