للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإن قلبي ليبكي قبل جفني، حينما أذكر مصارع آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم وأولهم الحسين، ولكني أشرك شقيقه الحسن في دمه؛ على أن زمام الجيوش كثيراً ما يفلت من إدارة الولاة، خصوصاً في الدول التي يعظم حظ أفرادها من الحرية كالدولة العربية. وعلى الجملة فما أجتمع الناس على إمام، فإن الخروج عليه جريمة في نظر الشرع.

وليس مما يقبل من فضيلة القاضي أن العباسيين قلدوا الأمويين في شرورهم، فإن العباسيين أعظم في أنفسهم من أن يتأثروا أحداً، وهم - في نظرهم على الأقل - بيضة الإسلام وذووه. والدليل على ذلك تمثيلهم بني عمومتهم الطالبيين إلى تمثيلهم بالأمويين.

أما بعد، فإنني أختم كلمتي هذه، التي طالت رغم أنفي - بما قاله أبن السبكي صاحب جمع الجوامع في أصول الفقه - باب العقائد - ص٣٤٧ جـ٢:

(ونمسك عما جرى بين الصحابة من المنازعات والمحاربات التي قتل بسببها كثير منهم؛ فتلك دماء طهر الله منها أيدينا، فلا نلوث بها ألسنتنا. ونرى الكل مأجورين في ذلك، لأنه مبني على الاجتهاد في مسألة ظنية، للمصيب فيها أجران على اجتهاده وإصابته، وللمخطئ أجر على اجتهاده؛ كما يثبت في حديث الصحيحين أن الحاكم إذا أجتهد فأصاب فله أجران وإذا أجتهد فأخطأ فله أجر. اهـ بنصه.

فهل لي أن أطلب من حضرات الباحثين في هذه الموضوعات أن يعملوا بهذه (العقيدة الإسلامية) وفي شؤوننا الحاضرة ما يغنينا، عن تبديد تراثنا الخالد على وجه الزمان؟

عبد الجواد رمضان

<<  <  ج:
ص:  >  >>