للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الفتوة الصادقة حتى نربأ بصلاح الدين وأسامة بن منقذ ومحي الدين بن العربي عن دنس قرنهم بالعيارين والشطار في إطار الفتوة. وحتى نحفظ لهذا الاسم الجميل معناه الجدير بالاحترام والتقدير.

ولم يذكر المؤلف فتوة المسلمين الأولين في العهد الرشيد التي تمثلت في فروسية الفاتحين كأسامة بن زيد، وخالد بن الوليد، وعلي بن أبي طالب.

ويدو أنه لم يكن من اللازم، في هذا العصر الرشيد على الأقل، أن يكون الفتى في سن الشباب. والمثال على ذلك قصة إبراهيم التي كسر فيها الأصنام، والتي أحرقوه بسببها، والتي سموه فتى فيها. ومن سياق هذه القصة - كما وردت في سورة الأنبياء - نعرف أنها بعد بعثته بنبوته، أي بعد الأربعين، وهي السن التي يرسل فيها الرسول إلى قومه. وليسمن السائغ أن نقول إن الإنسان نبياً أو غيره، في هذه السن، يكون في شبابه. بل هذه فاتحة الكهولة التي يستحصف بها العقل وتصفو النفوس.

وحين ننتقل إلى العهد الأموي نجد مؤلفنا الجليل لم يذكر الخوارج. وقد كانوا من الفتيان حقاً وصدقاً. وقد وهبوا كل ما يملكون لمبدئهم الذي رأوه حقاً وصواباً.

ولم يذكر أيضا فتوة أشياع علي والحسين، مع أنهم خرجوا على ملك بين أمية العضوض راجين رد الحق إلى نصابه ومصادره، ولقوا في سبيل ذلك القتل والتمثيل والتشريد.

وذكر الدكتور المؤلف فتوة المماليك؛ ولكن يهمنا نحن المصريين هذه الفتوة التي تجلت في موقفين رائعين: الموقف الأول هو انهزام الصليبين أمام المماليك والمصريين في المنصورة.

والموقف الثاني هو تفرق التتار في عين جالوت أمام المماليك والمصريين أيضاً. وهاتان الموقعتان حفظتا العالم الإسلامي من الضياع بفضل فتوة المماليك الرائعة.

وعرض المؤلف للإخوان المسلمين، وهم جماعة أكثر أتباعها من الشبان المسلمين. بدءوا أمرهم بتعليم الشبان الفضائل عن طريق الدين. والحق أن الناظر إليهم كان يراهم أميز من زملائهم من حيث القوة والرجولة والتخلق بالأخلاق الحسنة. ثم دعتهم الظروف المحيطة بهم أن يتحزبوا. فتظاهروا. وأيدوا الحكومات أحياناً وعارضوها أحيانا تبعا للتعليمات. ثم تطوروا تطور آخر، فكان منهم محاربون، وكان منهم فدائيون.

<<  <  ج:
ص:  >  >>