أنتم الذين يضحكون بصحة بناتهم، وبأخلاقهن وبسعادتهن في سبيل التفاخر والتكاثر، والعظمة الفارغة، ويضحون بعد ذلك بمصلحة هذا الوطن! أنتم المسئولون عن مشكلة البغاء السري أنت وأمثالك من الأدباء! وتسألني بعد ذلك رأيي؟
رأيي أنك مجرم كبير. . . يا سيدي الوجبة الكبير!
٦ - بترول
قرأت أن أمير إحدى المحميات العربية صار أغنى رجل في العالم، وأن البترول الذي ظهر في أرضه. . . سيأتيه كل سنة بـ. . . بمبلغ نسيت والله من ضخامته. . .
قرأت هذا الخبر فكدت من العجب أفقد عقلي
أيأخذ شيخ هذه المحمية وحده ثمن البترول، ويتصرف فيه على هواه ولا يقول له أحد. ماذا صنعت؟
ومن إعطاء هذا البترول؟ ومن كتب له به سند التمليك؟ في أي عصر نعيش أيها الناس؟
إنه بترول هذه الأرض التي أكلت أجساد أجدادنا. وشربت دماءهم: أرض العرب فهل ترونها ادخرته في بطنها ثلاثة ملايين سنة حتى يأتي في آخر الزمان الشيخ الفلاني فيأخذه وحده ملكا خالصاً له، ليعطيه لأمريكا أو لإنكلترا؟
إني لأسأل مرة ثانية: في أي عصر نعيش؟
وأين هي ديمقراطية أميركا وإنكلترا؟ أمن شرع الديمقراطية إن نبع البترول في صحاري كاليفورنيا أن يكون ملكا لترمان، ينعم بثمنه هو وأولاده وعبيده (إن كان عبيد) ويسخر لشهوائهم ولذاذاتهم، ويترك الشعب في بلائه وشقائه؟.
الديمقراطية كلمة يونانية الأصل، جاءت من (ديموس) أي الشعب، وكل شيء في الديمقراطية للشعب، وخيرات الوطن وبترول الأرض لأصحاب الأرض.
فلماذا لا يكون بترول أرض العرب للعرب، يسخر لمصالحهم ويشتري به لهم المجد والقوة، والحضارة والعلاء؟ لماذا لا نصير به أرض العرب جنات فيها من كل الثمرات، وفيها المدن والمصالح والقلاع والمدارس، وفيها الطرق والجسور وكل ما أنتجت المدينة وأثمر العمران؟ أليس ملك الشعب؟