للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مفتقر إلى الاشتراك فيه) وبعد أن يبن فائدته في الحرب قال (إنه يلزم الفيلسوف في درسه لأنه ملزم بأن يسمو فوق التغير، ويلوذ بالثبات وإلا فلا يكون مفكراً ذكيا). . وذلك لسهولة انتقال النفس من المتغير إلى الحقيقة الثابت) ولأنه. . (قد يرفع النفس إلى فوق، ويحملها على البحث في الأعداد المجردة!)

. . (وإن العاكفين على الحساب - إلا الغدر منهم - سريعو الخاطر في كل العلوم، وإن الذين فهمهم بطئ إذا تثقفوا به وتمرنوا عليه ولو لم منه على فائدة أخرى يصيرون أسرع فهماً مما كانوا. .)، (والهندسة علم الموجود الدائم يجب أن تجتذب النفس نحو الحقيقة، وتضرب الضربة الحاسمة في ميدان الروح الفلسفي). .

(وإذن يجب أن نلقن تلاميذنا منذ الحداثة: الحساب والهندسة وكل فروع العلوم الابتدائية الممهدة لفن المنطق).

هذه أقباس من (جمهورية أفلاطون) حبذا لو عرضنا معها لوامع من (مقدمة ابن خلدون) ليرى القارئ إلى أمدى من التخبط بتعثر أولئك الأدعياء الذين لا يدرون من أين حينما يستأثرون بالعلم المدني الذي هبط به وحي مزعوم.

يقول ابن خلدون محبذا تعليم الحساب نوع تصرف في العدد يحتاج فيه إلى استدلال فيبقى معقودا للاستدلال والنظر وهو معنى العقل).

ويعلل الابتداء بصناعة الحساب بأنها (معارف متضمنة وبراهين منتظمة فينشأ عنها في الغالب عقل مضيء مدرب على الصواب، وقد يقال: من أخذ نفسه بتعليم الحساب أول أمره، إنما يغلب الصدق لما في الحساب من صحة المباني ومناقشة النفس فيصير ذلك خلقاً ويتعود الصدق ويلازمه مذهباً)

ويقول عن فائدة الهندسة! إنها (تفيد صاحبها إضاءة في علقه، واستقامة في فكرة، لأن براهينها كلها بينه الانتظام، جلية الترتيب، لا يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها وانتظامها، فيبعد الفكر عن الخطأ وينشأ لصاحبها عقل على هذا المبيع (أي الطريق الواضح)، وقيل إنه كان مكتوبا على باب أفلاطون (لا يدخلن مدرستنا من لم يكن مهندسا) وكان شيوخا يقولون: (ممارسة علم الهندسة للفكر بمثابة الصابون للثواب الذي يغسل منه الأقذار، وينقيه من الأوضار)

<<  <  ج:
ص:  >  >>