في الصلاة ويقيم حدود الله ويقود الجيوش ويجبي الزكاة ويجمع الضرائب ويصرفها على إدارة الدولة وينفق منها على الفقراء والمساكين. ولكن سلطة الخليفة لم تكن مطلقة أو استبدادية بل كانت مقيدة: فقد كان إيمان الخلفاء بربهم وخوفهم من عذابه يدفعهم إلى أن يحرصوا على إقامة العدل ورفع الظلم والسهر مصلحة الرعية. استمع إلى قول عمر ردا على من أشار عليه بترشيح ابنه عبد الله للخلافة من بعده (يكفي بني الخطاب أن يحاسب منهم عمر) واستمع إلى قوله (لو عثرت بغلة بالعراق لسئل عمر عنها يوم القيامة: لم يمهد لها الطريق؟) وهكذا كان الخلفاء يرون في الحكم مسئولية خطيرة وعبثا ثقيلا.
وكان الخليفة ينفذ أحكام القرآن ويشاور أصحابه. والله تعالى بقول (وأمرهم شورى بينهم).
وقد نجح النظام الإسلامي في إقامة دولة تتمتع بالأمن والسلام والعزة والمنعة.
هذا في الشرق. أما في الغرب فقد قام نظام آخر انقسمت فيه السلطة في الدولة إلى قسمين: سلطة دنيوية في يد الملك أو الإمبراطور؛ وسلطة دينية في يد البابا. وهكذا انفصلت السلطة الدينية عن السلطة الدنيوية في الغرب واتصلتا في الشرق.
ودار الزمن دورته وتقدم الغرب ونهض وجثم على صدر الشرق فاستعمر بلاده وعمل أن يهدم نظامه وتقاليده وعاداته. ولم يعدم المستعمرون أن يجدوا من الشرقيين أفرادا استهوتهم مبادئهم فسخروهم لتحقيق مآربهم. وعمل هؤلاء على تقليد الغرب، والواقع أنها لم تستطع أن تكسب مزايا نظم الحكم الغربية أو الشرقية على حد سواء.
إن أهل الغرب يؤمنون بأن قوة الشرق في عقيدته الروحية، وأن هذه العقيدة إذا ضعفت انهار الشرق. ومن ثم اتجه أهل الغرب إلى أن يباعدوا بين الشرق وبين عقيدته الروحية الخالصة، ووجدوا لأنفسهم أبواقا تردون وتعمل على تحقيق ما يرغبون. وهكذا قامت وقوانين حكومات وقوانين ضعيفة في الشرق هي التي نشاهدها اليوم وهي التي تقف متخاذلة أمام المستعمرين من أبناء الغرب.
إذا أردنا إذن أن نبحث عن الدولة الإسلامية بمعناها الإسلامي فعلينا أن نولي وجوهنا شطر الباكستان.
النظام الحكومي:
الحاكم العام هو رئيس دولة الباكستان. ولما كانت الباكستان مكونة من عدة مقاطعات هي