قلت: رزق من الرياء يوافي ... هو هندي من الطعام الحرام
قال البلبل: هذا شعر نفيس
وزارني الأستاذ مرة ثانية في القهوة فرآني مكروباً فسأل عن حالي فأنشدته قول زكي مبارك.
يا سائلا ما الحال ... ألحال أنت الحال
وسألني عن أسباب كربي فقلت: كان لي موعد غرام في مشرب تربومف بمصر الجديدة وهو يطل على الصحراء فانتظرني المحبوب دقائق وانصرف فصرخت بهذه الأبيات:
دقائق أضجرتك عني ... وغادرت المكان بلا انتظار
فما حالي وقد مرت شهور ... شربن الصبر من طول اصطباري
جلست أسامر الصحراء وحدي ... وأشرب لوعة مزجت بنار
قال البلبل: وهذا أيضاً شعر نفيس
كان الشاعر علي محمود طه يكره الشاعر محمد الهراوي، وكانت بينهما مهاجاة تذكر بالمهاجاة بين عبد اللطيف النشار وعثمان حلمي، وهما شاعرا الإسكندرية، وكان البلبل مغرماً بمكايدة الهراوي، فأمضى معه إلى القهوة فيقول الهراوي: أشعارك يا سيد علي من فتات موائد الشعراء الأجانب!
فيقول البلبل: وأنت يا سيد محمد لا تدخل السينما ولا تشرب الخمر، فكيف تكون شاعراً؟
فيقول الهراوي أنا قلت:
هم أحلوا دم الأنام شراباً ... كيف لا نستحل ماء الكروم
فيقول البلبل: هذا بيت جميل
ديوان الهراوي
الأستاذ محمد عبد الواحد خلاف بك يشهد بأن لجنة التأليف والترجمة والنشر قامت على قدميها بما جنت من أرباح (سمير الأطفال) وكان مقراً على جميع المدارس الأولية، ومع ذلك بخلت اللجنة يطبع ديوان الهراوي.
ودعوت أخاه الدكتور حسين الهراوي لطبع الديوان فوجد النفقات غالية.
فهل يمكن إنقاذ هذا الديوان قبل أن يضيع ضيعة أبدية؟